تتسارع وتيرة الانهيارات يوماً بعد يوم، في ظلّ الشغور في موقع رئاسة الجمهورية والمواقع الأولى في الدولة، وكل ذلك يحدث دون أن تحرّك هذه المنظومة ساكناً، منتظرةً تأشيرةً إقليميةً من هنا وهناك.

يؤكّد نائب الأمين العام لحركة النّضال اللبناني العربي طارق الداوود أن موضوع جلسة الانتخابات كان أشبه بتنفيسة للمشهد الحالي واستكمال لفصول المسرحية الهزلية، ولا يوجد في الأفق بوادر انتخاب رئيس للجمهورية. فالملف اللبناني لم يتم وضعه حتى اليوم على الطاولة الإقليمية، والأولويات اليوم أبعد من الملف اللبناني. لكن وبكل صراحة هناك مجموعة قليلة من الدول تتدخّل في الملف اللبناني.

يرى الداوود أن الانفتاح العربي على سوريا، سينعكس إيجاباً على الملف الاقتصادي والسياسي، وسيكون للبنان نصيب وافر من عودة دمشق للحضن العربي. "فالسّين سين" جعلت لبنان في أبهى مراحله سابقاً، وعودتها هي عودة لصحّة هذا الوطن سياسياً واقتصادياً. والحدّة اليوم في المشهد الداخلي لا تعكس التقارب الإقليمي القائم، وإذا استمرّينا في هذا الكباش لن نحصد أي نتائج، وخاصة في ظل الظروف الحالية السيئة.

يرى الداوود أن ثمة خطة ممنهجة لتدمير الدّولة بشكل كامل، واليوم حاكم البنك المركزي هو الصندوق الأسود للقوى السياسية، فليس لهم مصلحة أن يقول ما لديه، بعد سنوات من لعب دور صمّام أمان لهذه الطبقة السياسيّة. وإذا استمرّ المشهد على ما هو عليه، فالحل هو مؤتمر تأسيسي جديد. فهذا النظام مُفبرِك للأزمات، وخاصة في ظل هذا القانون الانتخابي المقيت، وقد وُضع لكي يكون ثمة وصاية خارجية على القوى المركزية في البلاد.

ينهي الداوود بالحديث عن موضوع المودعين، حيثُ أنّ ثمة قلق جدّي على أموال المودعين وجنى عمر المواطنين، وهنا يسأل الداوود أين قانون الـ"capital control" وغيره مما وُعِدنا به؟. وهنا نحذّر أن استمرار الوضع بهذا الشكل قد يفجّر المشهد الاجتماعي برمّته.