لا يعلمُ الإنسان مَن هُم أحبّتهُ حقًّا إلّا في الظّروف الصّعبة. حينَها فقط يبدأُ البشر بأخذِ مقاعدِهم الحقيقيّة.

ويبقى الأوفياء هم السّند الحقيقيّ لمسيرة الحياة بحلوها ومرّها. والتّواصل معهم هو الزاد الذي لا يمكن الاستغناء عنه. فهو خبز المحبّة الذي يطعم القلوب الجائعة إلى الكلمة الطيّبة، وهو النّصيحة الفضلى لمن يحبّون سلوك درب الحقّ. وهو النّبض الصّافي لدقّات السّاعة في انتظار العون والمساعدة لما فيه حسن الوصال. 
فالوفاء هو سمة الكرام، وعنوان الاحترام. هو مستودع الأمان، ورقيّ الإنسان. به يعلو المقام، ويحلو الكلام.
هذا والباب الذي لن تجد عنده زحامًا كثيرًا بين الناس هو "باب الوفاء"، إذ لا يدخله إلّا القلّة القليلة من ذوي القلوب الكبيرة والعواطف الصّادقة والعقول النيّرة والأرواح الصّافية النقيّة.
 
اللهمّ أدم تواصلنا بأحبّتنا بحسن الوفاء، واجعل رضاك عنّا خير رداء، وأبعد عنّا السّقم والدّاء، وأكرمنا بالشّفاء التامّ كخير دواء. 
اللهمّ اجعل النّور في أبصارنا، والبصيرة في عقولنا، واليقين في قلوبنا، والإخلاص في أعمالنا، والنّقاء في نفوسنا، والسّعة في أرزاقنا، والصّحّة في أبداننا، والشّكر لك على ما أنعمت به علينا. 
اللهمّ اجعل قلوبنا عامرة بذكرك واجعل ما تبقّى من أعمارنا في طاعتك ورضاك وحسن لقاك. 
طيّب الله أوقاتكم، وسائر أيّامكم بالخير والمحبّة والوفاء.