بأقلامهم >بأقلامهم
"السّبات العميق"!
جنوبيات
إنّها لحظات خاطفة من حياتنا، نتلقّفها من وميض الذّكريات، ونتذكّرها بحنين الابتسامة تارة، وبأنين الأسى والحزن تارة أخرى.
فعندما جاء التلفزيون إلى بيتنا نسينا كيف نقرأ الكتب...
وعندما أتت السّيّارة إلى باب بيتنا نسينا كيف نمشي...
وعندما امتلكنا جهازًا خلويًّا نسينا كيف نكتب الرّسائل على الورق...
وعندما صار لدينا جهاز الكمبيوتر نسينا كيف نهجّي الكلمات...
وعندما أصبحنا نتعامل مع المصارف نسينا قيمة المال...
ومع روائح العطور الأجنبيّة نسينا رائحة الورود الجوريّة وشذا الأزهار...
ومع الوجبات الجاهزة (وخدمة التوصيل إلى المنازل) نسينا كيف نطهو الطعام...
ومع الرّكض المتواصل لتأمين موارد المعيشة نسينا كيف نتوقّف...
وعندما اعتمدنا "الواتس أب" للمحادثة نسينا كيف نزور الأهل والأصدقاء...
وما دمنا ننتخب اللوائح الانتخابيّة بطريقة الحسّ المذهبيّ والطائفيّ، ولقاء بضعة نقود بائدة، سنبقى حتمًا رهينة رخيصة لتجّار السوء، ومطيّة سهلة لشذّاذ السّياسة العمياء...
وإذا لم ننتبه ونستيقظ من سباتنا العميق فعلى الدنيا السلام...
وإنّا لله وإنّا إليه راجعون...
اذ لا مجال بعد ذلك للنّدم الشّديد، وللأسف المديد، فالقول المفيد يذكّرنا ليُعيد الزّخم الجديد لمقولة "ستندم،
ولات ساعة مندم"!