عام >عام
قبلان هنأ بالميلاد: على الحكومة حماية لبنان
الأحد 25 12 2016 10:17وجه نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان رسالة تهنئة إلى اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا بحلول عيد الميلاد المجيد، سائلا المولى أن يكون بشارة خير وعافية على لبنان واللبنانيين والمسلمين والمسيحيين في مستقبل تسود فيه المحبة التي نادى بها السيد المسيح فيعم السلام على بلادنا العربية والاسلامية وقد تخلصت من الارهاب الذي يستهدفها في امنها واستقرار شعوبها.
واكد قبلان أن "ولادة السيد المسيح تستحضر في اذهاننا منظومة القيم التي بشر بها النبي عيسى وارسى دعائمها النبي محمد حين بعثه الله رحمة للعالمين ليتمم مكارم الاخلاق مما يؤكد ان المسيح ومحمد صاحبا رسالة سامية عنوانها المحبة والرحمة، وذكرى الميلاد تحمل الينا رسالة السماء لنعيش في رحابها معاني الصدق والنقاء ولننهل من سيرة صاحب الذكرى نفحات الطهر والإخلاص والخير والبركة، من هنا كانت الولادة المباركة إيذانا بفجر جديد تخلصت فيه البشرية مما لحقها من عيوب وشرك ، فالمسيح ومحمد رسولا الله إلى البشرية جمعاء ويحملان قيم السماء الى اهالي الارض لتنعم بفيوضات الرحمة الالهية شريطة التزام المؤمنين بالمعنى الحقيقي للايمان، مما يحتم ان نرسم مسار حياتنا ونحدد بوصلة تحركاتنا وفق ما امرنا الله به ليكون الانسان موضع تكريم وعناية بوصفه خليفة الله في الارض مما يستدعي منا ان نكون صناعاً للخير امرين بالمعروف وناهين عن المنكر كما اوصانا المسيح وامرنا النبي محمد، فننتصر للمظلوم ونتمسك بالحق ونتحسس الام الفقراء والمعذبين ونمد يد العون لكل محتاج".
وأشار الى أن "النبي محمد رحمة والنبي عيسى محبة ورسالة السماء لا تقوم الا على الرحمة والمحبة، ونحن نعيش في زمن عصيب تغزو فيه المصالح الاستعمارية بلادنا وتدمر فيه المادية البغيضة مجتمعاتنا بغية اغراقنا في الفوضى وابعادنا عن الدين واشاعة ثقافة شيطانية قوامها العدوان وتفشي الرذيلة والفساد والتعصب للباطل، فيما المطلوب منا ان نعود الى رحاب الحق فنتمسك بتعاليم الدين التي تنبذ الارهاب وتستنكر الفساد وتحارب كل النزعات الشيطانية التي تخرج الانسان من انسانيته وتجعله فريسة للاطماع والنزوات، لذلك نطالب الجميع القيام بثورة بيضاء فننتفض ضد الظلم والفساد والمنكر والقهر، فيتوحد اهل الايمان في محاربة الارهاب بشقيه الاستعماري والتكفيري، لذلك نطالب علماء الدين من كل المذاهب ان يتواصلوا باستمرار ويعمقوا تشاورهم ويكثفوا لقاءاتهم ، وعليهم ان يكشفوا للناس مخاطر الارهاب ومساوئ التطرف فيعمموا ثقافة الانفتاح والتعاون على الخير والبر ونبذ العدوان والتكفير ، وعلى قادة العرب والمسلمين كما الزعماء اللبنانيين ان يتضامنوا ويتعاونوا في مواجهة الارهاب باعتباره عدو الانسانية الاول".
وطالب المسلمين والمسيحيين ان ينسجوا اطيب العلاقات التي تعيد روح السلام الى منطقتنا بعد ان بثت فيها الصهيوينة روح العنصرية والفساد فاغتصبت فلسطين وانتهكت المقدسات والحرمات وشرذمت الشعب وارتكبت المجازر، واسهمت في صنع حركات تكفيرية ارهابية تعيث قتلا وتشريدا بالمدنيين الابرياء وتشوه صورة الاسلام النقية في اعمال اجرامية لا يقرها عقل ولا يقبلها دين".
ولفت الى أن "لبنان مهدد من كل حدب وصوب، ففي الداخل ينخر الفساد مجتمعنا وتضعف المناكفات والسجالات وحدتنا، والارهاب يستهدف امننا واستقرارنا، فاسرائيل لاتزال تتربص بنا الشر انتقاماً لهزائمها، والعصابات التكفيرية تتحين الفرص لبث حقدها وتنفيذ جرائمها ولا يمكن تحصين وطننا الا بوحدتنا وتضامننا والتمسك بالدولة العادلة التي تنصف جميع بنيها دون تفرقة ويحكمها القانون والمؤسسات بمنأى عن منطق المحسوبيات والمحاصصات، لذلك نطالب السياسيين ان يرمموا الثقة ببعضهم البعض من خلال المصارحة وصولا الى المصالحة، ويعملوا لانتاج قانون انتخابي قائم على النسبية ويحقق التمثيل الصحيح لكل المكونات السياسية والطائفية، ويصهر المواطنين في بوتقة الشراكة الحقيقية التي تعيد ثقة المواطن بدولته باعتبارها الراعي الصالح لهم".
وطالب قبلان الحكومة الجديدة بـ"حماية لبنان وشعبه من خلال دعم الجيش والقوى الامنية وتوفير السلاح وكل العتاد والتجهيزات المطلوبة، والتمسك بالمعادلة الماسية التي حفظت لبنان وجنبته الخراب والدمار وصهرت شعبه وجيشه ومقاومته في معارك الدفاع عن استقرار لبنان، كما ونطالب الحكومة بالعمل الجاد لمعالجة الازمة الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية، ولا سيما إن أعداد الفقراء في لبنان تتزايد بشكل كبير، وعليها تقع المسؤولية في مكافحة الفساد وانصاف الموظفين والمعلمين واستعادة المال المنهوب من الشعب، فضلا عن الاسراع في استخراج النفط ومشتقاته من ارض ومياه لبنان، اذ لايعقل ان يغرق لبنان في عجز الديون المتراكمة فيما يعوم على ثروات نفطية ضخمة".