بأقلامهم >بأقلامهم
في وداع المختارين يخعازي والناطور نعيش معاً ونموت معاً
جنوبيات
خلال يومين خسرت العاصمة بيروت مختارين اثنين من خيرة رجالها تفانياً في حب مدينتهم وخدمة اهلها وكل مقيم فيها.
اولهما مختار رأس بيروت الشاب الودود المحب والمحبوب والخدوم لكل من يقصده وهو ابن العائلة البيروتية العريقة التي انجبت اسماء كبيرة في حياة لبنان وهو المختار ميشيل بخعازي.
والثاني ابن العائلة الييروتية التي قدّمت للوطن خيرة ابنائه علماً وكفاءة واخلاصاً وابن المحلة العريقة في وطنيتها وعطائها النضالي من كورنيش المزرعة حيث مسجد جمال عبد الناصر الى حصن العروبة والكرامة الوطنية في الطريق الجديدة الى شارع اليسطة والباشورة ولخندق، وهو شارع المظاهرات الوطنية المخضّب بدم الشهداء الذي يبدأ من مدارس المقاصد في الحرش وينتهي بساحة رياض الصلح في وسط المدينة وهو المختار فوزي الناطور.
لقد اختار القدر للمختارين ميشيل وفوزي ان يتوفاهما الله معا كما عاشا معا، يحملان همّ بيروت العصيّة على التقسيم والتي صمدت لاشهر ثلاثة في وجه واحد من ابشع الحصارات واقساها التي عرفها العالم في صيف عام 1982. وقد خرجت من شوارعها وازقتها، لا سيما في المزرعة وحواريها، ورأس بيروت ومقاهيها، واحدة من اروع مقاومات العصر.
في رأس بيروت حيث عشت معظم سنوات عمري، وفي الطريق الجديدة التي اقمت في حاراتها اجمل سنوات نضالي، كنت ارى قلوباً وعقولاً تحمل شعاراً جسّده اليوم فوزي و ميشيل في رحيلهما ، وهو شعار "نعيش معاً ونموت معاً ونعمل معاً" من أجل لبنان واحد وعيش كريم، لا فساد فيه ولا عصبيات محلية وتدخلات خارجية تحمي الفساد وتغطيه.