بأقلامهم >بأقلامهم
"الفراق لا يعطي إنذاراً"
جنوبيات
لا يعلم المرء ما تحمله الأيّام في بطون الغيب، ولكن عليه أن يؤمن بيقين تامّ بأنّ رحمة الله آتية لا ريب فيها، وأنّ ما سيأتي في المدى المنظور أفضل ممّا سبق، وأجمل ممّا مضى، وأنّ الأمل بالقادم سيملأ حياتنا سعادة وتوفيقًا ورضى.
ما من قلب "يسامح" إلّا عاش مرتاحاً، وما من نفس "ترضى بالقدر" إلّا باتت سعيدة، وما من روح تردّد كلمة "الحمد لله" إلّا كانت مبتسمة، وما من لسان بات "يستغفر الله" في كلّ حين إلّا وفُتحت له الدنيا وما فيها.
إنّها الخصال الحميدة والمفيدة والفريدة التي تجعل من الإنسان الغافل ذاكرًا لله، ومؤمنًا بقضائه، ومطمئنًّا لعطائه.
أحبّوا بعضكم بعضاً، فالفراق لا يعطي إنذارًا، واسألوا عن بعضكم البعض فلا أحد يعلم متى ستكون آخر مكالمة أو لقاء، وتحمّلوا بعضكم بعضًا فإنّ كلمة "ليت" لن تعيد عقارب الساعة إلى الوراء، وبالتالي لن تعيد الذي رحل إلى دنيا الوجود.
هذا وتذكّروا دائمًا أنّ الكلمة الطيّبة خير بكثير من قبلة تُطبع على جبين ميّت.
اللهمّ اجعل قلوبنا قلوب الخاشعين، وألسنتنا ألسنة الذاكرين، وارزقنا رضاك يا ربّ العالمين.
اللهمّ كما أنرت الكون بنور الوجود أنر حياتنا بنور الهداية يا ربّ العالمين.
اللهمّ إنّا نسألك باسمك العظيم الأعظم الذي إذا دُعيت به أجبت أن ترضينا وتراضينا وتحقّق لنا ما نتمنّى.
ونختم بالقول المفيد على الوجه الأكيد: "بسم الله الذي لا يضرّ مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم".