بأقلامهم >بأقلامهم
أين الرئيس؟
جنوبيات
مرّ لبنان بالعديد من الأحداث، وجرى على أراضيه العديد من الحروب، ولكنه اليوم يشهد احداثاً اشدّ ضراوة، فهو يعاني شغورا رئاسياً على الرغم من مساعي أجنبية لحلحلة الأزمة، وكأن لبنان كُتب عليه ان يعيش هذا الفراغ بكل معانيه على الرغم من الأزمة الاقتصادية التي يشهدها وإنهيار العملة الوطنية، بات الشعب مخدرا وكأنه يعيش حالة من القبول بالأمر الواقع، يشاهد الأخبار ويترقب الأحداث وفي كل مرة ينعقد فيها المجلس ، يُتوقع انتخابا لرئيس جديد يبشر بمرحلة جديدة للبنان، رئيسا يترأس البلاد ويترأس المؤسسات وسائر الأمور المناط إدارتها، ونتساءل هل يحتاج لبنان الى معجزة حقيقية لحل الأزمة؟ هل يحتاج الى اتفاق بين أحزابه ونوابه للتوافق على رئيس جديد؟ هل بات يحتاج حقيقة الى التدخل الفعلي للدول الأجنبية وللدول العربية ؟
في الواقع سيغيب عن لبنان هذه السنة الإحتفال بعيد الجيش ، والسبب هو الفراغ الرئاسي ، هذا العيد الذي يحتفل فيه الجيش ويقيم احتفالا كبيرا كما عهد كل عام ، فالعادة جرت منذ ان نال لبنان استقلاله ، فرمزية العيد تعني للبنان الكثير وتعني له ان أبنائه تعيش فترات من الأمن والإستقرار، ها نحن اليوم سيغيب عنه هذا الإحتفال فالرئيس يُنتخب بثلثي النواب أي بأكثرية نيابية وفي كل جلسة لا ينجح التصويت لأسباب مختلفة على الرغم من التدخل الفرنسي وسعيها لإنتخاب رئيس جديد ، فالحالة أشبه بدوامة لا سبيل للخروج منها، أكثر من 12 اثنتي عشر انعقادا لجلسة مجلس النواب، وفي الأغلبية يطير النصاب أي الذي يجري مسرحية بكل ما للحديث من معنى.
اليوم يحلم الشعب بإنتخاب رئيس جديد، يكون هو المبشر بعهد جديد وبمرحلة جديدة ويتفاءل اللبنانيون بذلك لكن الواقع لا يبشر بذلك على الرغم من المساعي الخارجية وكأن كُتب على لبنان هذا الفراغ الرئاسي، ماذا ننتظر هل ننتظر اعجوبة من السماء ام ننتظر فتى خارق ؟
في الواقع لا حلول للأزمة في الأفق القريب، فلبنان الذي يتأرجح على آمال كاذبة ووعود واهية، بات يحتاج الى توافق حقيقي بين أبنائه توافق بين أحزابه، وكأننا أمام احجية من الصعب الإهتداء لفك سرّها ومعرفة حلّها، انهم سياسيون يلعبون دورهم جيدا يمثلون التوافق على اللبنانيين وهم في الحقيقة اشد الناس تفرقاً وتباعداً، يطلقون وعوداً ويا ليتهم صادقون ، فالتلاعب بمصير الشعب هوايتهم فهم جُبلوا على الكرّ والفرّ ، في كل مرة يبتدعون اكذوبة جديدة وأسباب تحول دون التوافق على رئيس، انهم اشباه نواب ولكنهم هم في الحقيقة عبيد لممارسة سلطتهم الكاذبة والظالمة، انهم يجتمعون ويصوتون ويا ليتهم لا يجتمعون انهم يقولون شيء ويضمرون شيئاً آخر، أي يقولون ما لا يفعلون والشعب هو الضحية هو الذي يتسمّر امام شاشة التلفار لمشاهدة مسرحيتهم ، نعم انهم لا نوايا صادقة ولا أفعال حقيقية تبشر بحلحلة قريبة .
ما عسانا نقول ، نقول ان لبنان بات يحتاج الى نوايا طيبة وصادقة لا نوايا خبيثة يظهرون الخير وهم طي الكتمان يضمرون الشر والمصالح الشخصية، أشد الأعمال فتكاً هي تلك التي لا تضمر الخيرلأبناء هذا الوطن، الذي بات يغني في السر والعلن وينادي على رئيس غائب، فالغياب سيد الموقف ولا بشائر تنذر بالتوافق على رئيس جديد .