بأقلامهم >بأقلامهم
"لبنان الحلو" قلعةُ عيسى واكد الأثريّة في كامد اللّو: فُسحةُ جمال تستنطقُ التّاريخ
جنوبيات
كامد اللوز القرية المُتّكئة على تاريخ تراثي وحضاريٍّ كبير، تحتضنُ قلعةً أثريّةً من تُحف البناء البقاعيٍّ والوطنيٍّ، فقلعة عيسى واكد التي موّلها ودشّنها نجل الرّاحل أحمد عيسى واكد، هي فسحةٌ استثنائيةٌ لم تنل حقّها على الصعيد الوطنيٍّ العام، خاصّةً وأنّها أضحت معلمًا استثنائيًّا بانجازاتها الضّخمة، وهذا ما يستشعرُهُ المرء بعد دخوله لهذه القرية والتّنقل بين حجارتها ومقتنياتها وشجرها وموقعها الذي يتسمّر له الرّائي والمُتجوّل بين جوانبها.
بلديّة كامد اللّوز حضنت وساهمت في الإشارة إلى هذه القلعة ودعمها، حيثُ أنّ القلعة تكون في أولويّات الإشادة والادلال في كلّ اللقاءات والاستحقاقات، وفق ما يؤكّدهُ رئيس بلدية كامد محمّد عجاح الغندور لموقعنا، "فالأنتيكا والعمران والمسابح والبناء الحداثيٍّ المستند الى التّراث، كلّها تجعل هذه القلعة مُتوسّطةً بين المعاصرة والقِدم، وسنسعى بكلّ جهودنا لتعزيز الاستقطاب للقلعة ورؤية المشهد التراثي والحضاري الذي لا يُقدّر بثمن، فكلّ وسائل الترفيه والرّاحة موجودة فيها، إضافةً إلى التّنقل بين كلّ حجرٍ من أحجارها التي تعود لتاريخ ضارب في عمق التّاريخ.
مالك القلعة وصاحب فكرة تحديثها أحمد عيسى واكد، يتحدّث عن القلعة الأثرية "التي بدأت كفكرة استمرّ بها واكد رغبةً في إكمال مشروع والده، وأحببنا أن نكرّم الوالد بالتّعاون مع البلدية وأهل القرية الذين حضنوا الفكرة، فالمساحة التي بُنيت عليها القلعة في جزئها الأول هي ما يقارب ٤٥٠ ألف متر مربّع في الجزء الأوّل، والجزء الثّاني لم نبدأ به حيث ستصلُ المساحةُ الكليّةُ لحوالي ٨٠٠ ألف متر مربّع، فالجزءُ الأوّل يتألف من ٢٠ ألفًا من شجرةِ "اللّيلندي" و ١٥ ألفًا من الصّنوبر، و٣٠٠٠ نبتة من العنب و٣٠٠٠ من الزّيتون وغيرها من الفواكه، والمشروع هذا لا يتوخّى الرّبح بل تكملةً حلم الوالد الرّاحل، وهذه القلعة تحوي ٢٧ مطعمًا وصالة للأعراس تتّسعُ لأكثر من ٧٠٠٠ شخصًا،وحمّامًّا تركيًّا هو الأكبر في لبنان، ومغائر محفورة، و"حبس القلعة"، الذي نريدُ من خلاله الدّلالة على سجون كانت منذ أكثر من ٣٠٠ سنة، وثمّة مكان للكشّافة الذين يريدون بناء مخيّمات وما شابه، بالإضافة لسوقٍ للمنتوجات الطّبيعية، فهناك أربعة آبار مياه، لتغذية المنتوجات العذريّة،التي نعملُ على أن تشكّل خزّانًا غذائيًّا كبيرًا.
يضيف واكد:" يمكن للعائلات زيارة القلعة، فهناك أكثر من ٤٠٠ مكانٍ لجلوس العائلات، والمطاعم الموجودة في القلعة تأخذُ بعين الاعتبار وضع هامشَ ربحٍ قليلٍ على الأسعار، وهناك خطّة لتشغيل اليد العاملة لأهل القرية والاستثمار بشكل مجّاني، شرطَ العملّ الجدّي الذي يهدف لاستقطاب السَّائح وتوطيد التّعاون بين أبناء هذه القرية والمنطقة عمومًا.
ما أُنجر خلال سنوات معدودة يستحيلُ على دولةٍ أن تفعله، اذ يشبّهُ البعضُ ما فعله واكد بمن نحتَ "جبلًا" بكامله، وهنا ينهي واكد حديثهُ موجّهًا رسالة لأهل البقاع الغربيّ وراشيّا والوطن عمومًا لزيارة قلعة عيسى واكد الاثرية، "فهدفنا كان وسيبقى انعاشَ المنطقة، ولدينا كلّ المؤهّلات والامكانيات الطّبيعية، ونحن اليوم نحقّق هدفنا الأسمى في تعزيز حضور هذه المنطقة على خارطة هذا الوطن السّياحيّة، وخاصّةً بلدة كامد التي تختزن في داخلها الجمالَ بشرًا وحجرًا، ولن نألوَ جهدًا في متابعةِ هذا المشروع، حتّى جَعلِ هذه القلعة وكامد فسحةً استقطابيّةً للجميع.