بأقلامهم >بأقلامهم
"الإفرنقاع والهبوط إلى القاع"!
جنوبيات
السؤال الذي يُطرح: هل كلمة (افرنقع) عربيّة؟
ذكرتْ بعض كتب الصّرف: الفِعْل (افرَنْقَعَ) عند ذكر الرّباعيّ المزيد بحرفين وهو على وزن (افعَنْلَلَ) بزيادة همزة الوصل والنّون.
يقول الفيروز آبادي في "القاموس المحيط": الافرِنْقاع: الفرقعة، والافرِنْقاع عنِ الشيء: الانكِشافُ عنه، والتَّنَحِّي.
وقال ابن منظور في "لسان العرب": وفي كلام عيسى بن عمر: افرَنْقِعُوا عنّي: أي انكشفوا وتَنَحَّوْا عنّي؛ قال ابن الأثير: أي تحَوَّلوا وتفرّقوا، قال : والنون زائدة.
قال محمّد بن عبد الرحمن القزوينيّ في "الإيضاح": كما رُوي عن عيسى بن عمر النحويّ أنّه سقط عن حمار؛ فاجتمع عليه الناس، فقال: ما لكُمْ تكأكأتم عليّ كتكأكئكم على ذي جنّة؟! "افرنقعوا عنّي" أي : اجتمعتم، تفسّحوا.
وذكرت إحدى الصالحات من نصائح والدها: لقد كان، رحمه الله، بعد صلاة العشاء يرجع إلى منزله، فأعرِضُ عليه الإشكالات، وأتحدّث معه في بعض الأمور المهمّة إذا كان عندي شيء من ذلك، ولعلّ هذه الجلسة تُعَدّ خاصّة بي إكرامًا منه "رحمه الله"، واهتمامًا بتعليمي، وإلّا فَوقْتُه أضيق من ثقب إبرة، لهذا كان يعتذر منّي إذا شغل عن ذلك. ثمّ نأخذ أنا وصويحباتي من أهله ومحارمه الدرس الخاصّ عنده، ويتخلّل هذا الدرس في بعض الأحيان فوائد ونوادر جانبيّة عن الدرس. فإذا انتهينا يقول لنا أحيانًا على سبيل المداعبة: افرَنقِعُوا عَنِّي.
وكذلك كان بعض الصالحين يختمون لقاءاتهم بهذه العبارة على سبيل المداعبة.
وعليه فإن كلمة افرنقعوا هي عربية بمدلولاتها، غنيّة بمحاكاتها لواقع مقصود على أبعد الحدود.
أمّا لبعض رجال السياسة المَقيتين في لبناننا الحزين نقول لهم وبالفم الملآن:
سياسة الإفرنقاع هوت بنا الى أسفل القاع!!!
لذا:
"افرنقعوا" عنّا، عسى الله أن لا يجمعنا بكم لا في الدّنيا ولا في الآخرة...