عام >عام
خلدون الشريف: التفاهم السعودي - الايراني غيّر قواعد الاشتباك في الاقليم.. و"الانقلاب" أتى من المسيحيين
خلدون الشريف: التفاهم السعودي - الايراني غيّر قواعد الاشتباك في الاقليم.. و"الانقلاب" أتى من المسيحيين ‎السبت 29 07 2023 12:23
خلدون الشريف: التفاهم السعودي - الايراني غيّر قواعد الاشتباك في الاقليم.. و"الانقلاب" أتى من المسيحيين

جنوبيات

اعتبر الدكتور خلدون الشريف أن "المستجدات التي طرأت على الحراك الإقليمي والدولي ليست وليدة صدفة، بل تعود إلى اللقاء الخماسي الأول حول لبنان في العاصمة الفرنسية باريس خلال شهر شباط الماضي". 

وأضاف الشريف في حديث لصحيفة "الشرق الأوسط": "لقد وُضعت أوصاف وخريطة طريق ليس لانتخاب رئيس جمهورية في لبنان فحسب، بل أيضاً لإنقاذ لبنان من الفراغ والفساد وأحادية القرار. وبعد اللقاء فتح باب الاجتهادات على مصراعيه وانطلق الفرنسيون بمبادرة خرجت عن الإجماع الخماسي لكنها انطلقت من قراءة فرنسية لموازين القوى من جهة، ومن غياب تفاهم سعودي - إيراني كان قيد الإنجاز دون معرفة الفرنسيين به من جهة ثانية". 

وأعرب الشريف عن اعتقاده بأن "التفاهم السعودي - الإيراني غيّر قواعد الاشتباك السياسي في المنطقة وأيضاً طبيعة الاصطفافات في الإقليم، وجاء ليبرّد الصراع السني - الشيعي، تليه مصالحات كان مقدّراً لها أن تبلغ لبنان". 

ورأى أن "الانقلاب جاء من الموقع المسيحي الذي رأى أن تفاهماً سنياً - شيعياً قد يطيح بالدور المسيحي حتى لا نقول بالوجود والحضور السياسي برمته". 

وأشار إلى أن "الجميع أخطأوا التقدير، فالفرنسيون ظنوا أنهم قادرون على توليف رئيس موالٍ لفريق ورئيس حكومة من فريق آخر، و"حزب الله" ظنّ أن التيار الوطني الحر لن يخرج عن تفاهم مار مخايل، والرئيس نبيه برّي اعتقد أن وليد جنبلاط لن يخرج على التفاهم معه، فسقطت الظنون الثلاث وعادت الأمور إلى المربع الأول". 

وأضاف أن " الموفد الفرنسي جان ايف لودريان حضر في زيارته الثانية كممثل للخماسية على أن تتولى فرنسا تسهيل وتيسير المشاورات، من هنا النقاش الآن سيتخذ أبعاداً أخرى".
 
وخلص الشريف إلى أن "لبنان يقف أمام مشهد جديد، أقل تشدداً وأكثر مرونة، لكن شهر آب يجب أن يشهد لقاءات إقليمية ودولية تؤسس لتنفيذ الاستحقاق في ايلول أو بعده والبدء بتطبيق الإصلاحات وإطلاق مشروع بناء الدولة". 

وختم: "الكل في لبنان وخارجه يدركون أن لا قيامة للبنان دون عودة العرب إليه ودون عودته إلى العرب. ومن هنا جاء التمسك الأميركي - الفرنسي منذ البدايات بضرورة إشراك المملكة العربية السعودية أولاً، وكذلك مصر وقطر، على أن تلعب السعودية دوراً رئيساً ليس في الاستثمار فحسب، ولكن بالحفاظ على الطائف والدستور".

المصدر : جنوبيات