يراهنُ كثر من المراقبين للمشهد اللّبناني على أن إرادة اللبنانيين وجبروت صمودهم، سيكسّر نصال الظروف التي مزّقت هذا الشعب في السّنوات الطويلة، حتّى وصل البعض للكلام عن تهجير قسري يتعرّض له شعبٌ كامل. والدّكتور بسام الطّراس واحدٌ من العلامات الفارقة في مقارعة ومقاربة هذه الأزمة، في الجمعيات والمؤسسات التي ناضل وما يزال لتأسيسها، في إطار رؤيةٍ انسانية اجتماعية متكاملة عند الأخير.

يرى الدكتور بسام الطراس في حديث خاص بموقع جنوبيات، أنّنا نمرّ بمخاض أليم في لبنان حاليًّا على شتّى الصعد والسبل، ونحن من موقعنا اخذنا على عاتقنا الوقوف إلى جانب أهلنا في هذه المنطقة وفي لبنان عمومًا، وغياب الدولة عن التعليم والطّبابة والخدمات، أجبرنا من منظار إنساني واخلاقي ومهني أن نساند أهلنا، رغم ما يترتّب على ذلك من أزمات، وخاصة القطاع الخاصّ، الذي نسعى من خلال بعض المؤسسات الخاصة لتقديم التعليم والطّبابة، وهذا ما يتطلّب بذلَ جهدٍ كبير وليس، ونحن في هذه المشهدية أملنا كببر أن الدولة ستستعيد تعافيها من خلال الحريصين عليها، واملنا بعد الله باصدقاء هذا البلد.

يرى  القطاع الخاص هو الخطّ الثاني للمواجهة في هذه الأزمة الشّرسة وفق محدّثِنا، وظروف الوطن واهتراء المؤسّسات فرضت نفسها في هذا الاطار، واليوم ثمة مشكلة تتمثل بانتماء كثير من مؤسسات القطاع الخاص لجهات دولية واقليمية، الأمر الذي يفرض حضور السياسة في هذا الاطار، ونحن لا نسعى فقط للتعامل مع المرحلة "الازمة"، وإنما تحضير تربة خصبة للمرحلة المقبلة، وقد اطلقنا في احتفال ال 10452 زيتونة مشروع بعيد الامل، والرؤية أن ننتج من المنتج، لذلك فالارض موجودة والامكانيات البشرية موجودة وهذا ما نسعى لتعزيزه وتكريسه، عوض تصدير هذه الامكانيات إلى الخارج.

فيما يتعلّق بملفّ النّازحين يرى الطّراس انّ التعامل في ملفّ النّازحين، تعاملٌ إنساني محض، والحضور السُّوري في لبنان هو حضورٌ تاريخيّ، وثمة روابط تاريخية ونسب مع سوريا بحكم الجوار والعامل الجغرافي والحضاري، لذلك فنحن نتعامل من هذا المنظار، ولكن الأولوية هي للبنانيين على امتداد رقعة الوطن، ولكن لا شك أنه يجب البدء بالتفكير الجدّي لازمة النزوح التي تعصف بلبنان، خاصّةً في ظلّ المشهديّة الصّعبة التي تعصف بلبنان

ينهي الطّراس كلامه موجّهًا رسالة للشّباب اللبناني، حيث ان المطلوب في هذه الأزمة هو تعزيز ثقافة المبادرات الفردية والاستثمار في العلم والمعرفة،فهما برّ الأمان للعبور من هذا النّفق المظلم، وللمغتربين نحن نراهن على تثمير إمكانياتهم ومعارفهم، في انتشال لبنان من الأزمة الكيانية التي يرزح تحتها.