بأقلامهم >بأقلامهم
"سرعة الأيّام مخيفة"
جنوبيات
ما أروع أن تحبّ أناسًا تطلب منك الروح أن تسأل عنهم، ويحثّك القلب على أن تدعو لهم، وتلحّ عليك النفس أن تراسلهم. هؤلاء معرفتهم نعمة، ومراسلتهم مودّة، والسؤال عنهم حقّ، والدعاء لهم واجب.
أيّها الأحبّة الخلّص جعل الله أبواب الجنّة تُفتح لكم، وقلوب الناس ترتاح لكم، وكلّ حسنة تتضاعف لكم، وكلّ سيّئة تُمسح عنكم، وفي كلّ خطوة السلامة في دربكم.
سرعة الأيّام مخيفة، وفي تداولها بين الناس تتبدّى لك معادنهم وأصالتها، فتميّز بين الخبيث والطيّب، وما بين الغثّ والسمين، وتبرز لك كلّ الحقائق الخفيّة وراء المصالح المطليّة. فما إن تضع رأسك على الوسادة حتّى يشرق نور الفجر. وما إن تستيقظ من سباتك حتّى يحين موعد النوم مجدّدًا.
يبدأ الاسبوع بومض من حنايا الأفق وسرعان ما ينتهي. ويولد الهلال حتّى يبدو وجه البدر مبتسمًا، وسرعان ما ينقضي. وتسير أيّامنا في طريق زماننا الجدليّ ولا تتوقّف. فالسعيد حقًّا من ملأ صحيفته بالحسنات، واستثمر هذا العمر القصير بالصالحات تحت عنوان مرضاة الله وإحقاق الحقّ ولو كره الكارهون.
طيّب الله خاطرنا بما يسُرُّنا، وأبعد عنّا ما يضرّنا، وكفانا شرور المنافقين والكاذبين والمتربّصين والمخالفين لأمره.
اللهمّ حقِّق لنا أحلامنا الرضيّة، وأجِب دعوة قلوبنا الزكيّة.
اللهمّ إنّا نسألك من معين فضلك الذي لا ينضب أن تكتب لنا القدر الجميل، وتفرحنا بالخبر السارّ، وأن تبعد عنّا وعن أحبابنا كلّ شيء ضارّ.
اللهمّ ارزقنا دعوةً مستجابة، وأبعد عنّا الهمّ والكآبة، وتلطّف في حالنا وأحوالنا ما دمنا في كنف رعايتك.
اللهمّ املأ صدورنا بسكون النفس وطمأنينة القلب وراحة البال وجميل الستر وكمال العافية.
آمين يا ربّ العالمين.