بأقلامهم >بأقلامهم
"ضربة شمس"!
"ضربة شمس"! ‎الأربعاء 30 08 2023 10:28 القاضي م جمال الحلو
"ضربة شمس"!

جنوبيات

هذه القصّة أخبرنيها أحد الأصدقاء وهو شخص خفيف الظلّ، طيّب المعشر قائلًا:

يُرجى الانتباه (القصّة تتمحور بين الحياة والموت) واسترسل مبيّنًا: 
أنّه في ظهيرة يوم حارّ، ذهب أبو عطوان الكحلي باتّجاه قنّ الدجاج لوضع الماء والطعام.
ولكنّه قبل أن يصل إلى القنّ شاهد جارته الشابّة اليافعة وهي تكنس حديقة بيتهم.
نسي أبو عطوان أمر الدجاجات وجلس يسترق النظر إلى الشابّة، متناسيًا حرارة الطقس الشديدة. لكنّ القدر لم يمهله أكثر من دقيقتين حتّى أصابته ضربة شمس، فسقط بلا حراك.
نقله ابنه إلى المستشفى، لكن كان واضحًا أنّه قد توفّي قبل نقله.
وأثناء واجب العزاء، سأل أحد الجيران ابن المتوفّى: هل من المعقول أنّ ضربة شمس لدقيقتين تؤدّي لوفاة الإنسان؟ 
قال الولد: نعم، تؤدّي لوفاته إذا كانت عصبيّة! 
قال الجار (المعزّي) في نفسه: إنّ الولد لا يعرف ما يقول لشدّة تأثّره على وفاة والده!
لكنّ أحد المعزّين الذي كان يسمع الحديث سأل الابن متعجّبًا: وكيف تكون أشعّة الشمس عصبيّة؟!
تنهّد الولد ثمّ قال: يا عمّ بينما كان أبي يسترق النظر إلى ابنة الجيران، رأته أمّي فعصَّبت وضربته "بمقلاية  التيفال" على رأسه فمات على الفور!
تعوّذ الرجل المعزّي ثمّ حوقل (أي قال لا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم). وأردف قائلًا: لماذا إذًا تقولون إنّه مات بضربة شمس؟ 
أجاب ابن المتوفّى: أمّي اسمها شمس!
إنّها الغيرة العمياء التي ليس لها دواء، إن دبّت بالنّساء فلا حول ولا قوّة إلّا بالله، ولا رادّ لقضائه، إن هي ضربة لا ينجو منها إلّا من رحم ربّك، أو الذي لا يضع نفسه في موقف كهذا...
فهل من يعتبر؟!

المصدر : جنوبيات