بأقلامهم >بأقلامهم
"صحبة الأخيار"
الأربعاء 6 09 2023 07:12
القاضي م جمال الحلو
جنوبيات
يقول الله تعالى في محكم التنزيل:
"ومن أصدق من الله حديثا".
ما أجملها من آية تبعث على الأمان والطمأنينة وراحة البال.
تتحدّث مع البشر كثيرًا، فلا يتغيّر شيء. ثمّ تتحدّث مع الله قليلًا، فيتغيّر كلّ شيء. فإن كان لك حاجة وليس لك قُدرة، فلك ربّ له قُدرة وليس له عندك حاجة.
فالحمد لله ربّ العالمين. الله يُحبّ مَن دعاه خفيًّا، ويُجيب مَن ناداه نجيًّا، ويزيدُ مَن كان منه حيِيًّا، ويُكرم مَن كان له وفيًّا، ويهدي مَن كان صادق الوعد رضيًّا.
فيا ربّ أعنّا على دُنيانا بديننا، وعلى آخرتنا بتقوانا، ووسّع لنا الخير، واصرف عنا الضُرّ.
عابرون والدنيا ليست لنا، وسنمضي يومًا تاركين خلفنا كلّ شيء. فاعفوا واصفحوا عمَّن أساء إليكم عن غير قصد مبيّت. أمّا مَن ظلمكم فعقابه عند الله الذي أقسم بعزّته وجلاله بأن ينصر المظلوم ولو بعد حين.
نتساءل عن سرّ المحبّة لشخص ما فتأتي الإجابة في هذه الآية: "إنّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودًّا".
لا يُقاس حبّ الأشخاص بكثرة رؤيتهم، فهناك أشخاص يستوطنون القلوب رغم قلّة اللقاء.
قال أحد الصالحين: "لولا إخوة يتخيّرون أطايب الكلام كما يتخيّرون أطايب الثمر لما أحببت البقاء في الدنيا".
ويقول الإمام الشافعيّ: لولا صحبة الأخيار ومناجاة الحقّ تعالى بالأسحار ما أحببت البقاء في هذه الدار.
أسأل الله تعالى أن يحفظكم ويسعدكم ويرضى عنكم ويرضيكم ويؤتيكم من فضله ويتمّ نعمته عليكم.
آمين يا ربّ العالمين.