بأقلامهم >بأقلامهم
الجريمة عمل مدبر أو خطأ يرتكب؟
الأربعاء 13 09 2023 16:21
د.هبة المل أيوب
جنوبيات
الجريمة هي ظاهرة اجتماعة تقع في المجتمع عند مخالفة القوانين والقواعد التي وضعت لتحدد سلوك الأفراد فيه، وتتسبب الجريمة في زعزعة للأمن وللأنظمة المحددة، كما وأن تزايد نسبها انما تنذر بفساد المجتمع ودماره اخلاقياً، أي لا يكون مجتمعاً متماسكاً سوى بالقضاء على كل من يتسبب بالمشاكل الاجتماعية وينشر الفوضى في المجتمع.
وعليه نتساءل متى يسلك الإنسان سلوكاً ضد القواعد الاجتماعية المنظمة؟ وهل يقدم الإنسان على ارتكاب الجريمة لإحكام ارادته وممارسة سيطرته على انسان اضعف منه؟ يبدو للوهلة الأولى ان المجتمع التي ترتفع فيه معدلات الجرائم هو مجتمع يشوبه الخلل في القيم الاجتماعية، فالأسباب الدافعة للجريمة متعددة منها الأسرة المفككة، التسرب المدرسي، وتعاطي المخدرات، وغيرها من المشاكل الاجتماعية التي تدفع بالإنسان الى ارتكاب جريمة بحق الإنسانية وبحق المجتمع الذي يعيش فيه، لذا يواجه اللبنانيون اليوم القلق بسبب كثرة الجرائم اليومية ، أي تنتشر السرقات والقتل المتعمد والإغتصاب فهل يمكننا الإعتبار ان الأزمة والوضع الاقتصادي هما السبب الوحيد لإرتكاب الجريمة
يمكن القول ان الإنسان المجرم هو انسان يعاني من عقد نفسية تكونت لديه منذ طفولته، ولكي يقدم على ارتكاب عملاً اجرامياً لا بدّ من توافر كل الأسباب الدافعة لديه لإتّخاذ قراره المجرّد من الإنسانية، أي يغيب عنه صوته الداخلي "الأنا العليا" وضميره الإنساني، كما وأنه يغفل عن فكرة العقاب الذي يبدأ منذ اللحظة الأولى من ارتكابه الجرم، فالإنسان كائن ضعيف امام رغباته التي اذا لم يسارع الى لجمها والسيطرة عليها فإنها سوف تحكم هي سيطرتها عليه وتجعله مسيّر لها وليس بسيد عليها.
في هذا السياق كتب الكاتب الروسي الشهير دوستويفسكي كتاباته عن النفس البشرية، وتركزّت عن مكنونات الإنسان الداخلية من مشاعر وانفعالات وهواجس وسلوكيات وغيرها، كما وكتب عن النفس الإجرامية من خلال رواية الجريمة والعقاب، فالرواية تتمحور حول انسان ارتكب جرماً وكيف عاش هذا الإنسان حياته بعد ارتكابه جريمته المروعة، فالإنسان انسان مهما اختلف الزمان والمكان، فهل كل مرتكب جريمة هو شخص نراه يندم على جريمته، ام ان هذه النفس البشرية عند ارتكاب الجريمة لا تشعر سوى بغريزتها الوحشية التي سيطرت على العقل.
هنا نطرح تساؤل، هل يندفع المجرم المرتكب للجريمة بدافع الإجرام؟ ام ان الظروف الإجتماعية المحيطة به كالحاجة الى المال هي التي تدفعه لذلك؟ أم أن المجتمع يجعل منه مجرماً؟