عام >عام
أمد: الأمن اللبناني يكشف المستور.. عنصر بارز في "حماس" عميل لـ"الموساد" وتسبب باغتيال العشرات
السبت 23 09 2023 14:29خاص - أمد:
لم ولن يأتي "أمد للإعلام" بمعلومات عبثية، بل هي من مصادر رسمية وموثوقة وقبل نشرها نتأكد من عدة مصادر بشأن صحتها، كما هو الحال في التقرير الذي تم نشره مسبقاً عن شبكة العمالة التي ألقى الجيش اللبناني القبض عليها ومنها عناصر أصحاب مناصب عسكرية بحركة "حماس" وعلى صلة دائمة مع قيادات الحركة.
اليوم سنكشف تفاصيل جديدة عن "خليل أبو معزة"، عميل "الموساد" في حركة "حماس"، والذي أرسل من غزة إلى تركيا، ثم إلى لبنان للعمل لصالح جيش الاحتلال الإسرائيلي.
الأمن الداخلي اللبناني يكشف المستور..
فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللبناني، أوقف قبل عدة أسابيع أحد كوادر حركة "حماس"، وهو خليل أبو معزة، من سكان قطاع غزة وابن أحد منتسبي "حماس" بمخيم جباليا للاجئين، حيث تسكن عائلته في مشروع بيت لاهيا القريب، غادر من القطاع إلى تركيا حاملاً معه أموالاً كبيرة تم تحويلها له عبر "الموساد" بعدة حسابات وبأسماء مختلفة منعاً لكشفه، ومن تركيا صدرت الأوامر بأن يكمل مسيرة العمالة في لبنان.
في منطقة دلّاعة في صيدا سكن العميل الحمساوي، الذي يتولى التنسيق مع فروع الحركة داخل فلسطين وخارجها.
جرت عملية التوقيف بسرية مطلقة، وبقي أبو معزه قيد التحقيق من دون معرفة أحد من المعنيين، إلى أن تواصل فرع المعلومات بالأمن اللبناني مع قيادة "حماس" في لبنان للسؤال عن تفاصيل تتعلق بالموقوف، بعدما تبيّن للمحقّقين أن تجنيد الاستخبارات الإسرائيلية له تمّ عبر عملية أمنية خاصة استغرقت بعض الوقت، وهدفت إلى إرساله إلى بيروت والانخراط في الحركة بلبنان.
مهمة أبو معزة من غزة إلى بيروت..
تولى أبو معزه في مرحلة معينة مهمة "مراسل بريد" في معسكر جباليا التابع لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" وعمل في سلاح الهندسة شمال قطاع غزة، قبل أن ينخرط بصورة كاملة في الجناح العسكري لـ"حماس"، ويقيم شبكة علاقات داخل الحركة وخارجها.
ومنذ سنوات، نجحت استخبارات الاحتلال في تجنيده مقابل المال، وبدأت أوضاعه المادية بالتحسّن، وطُلب منه أن يبرّر ذلك، حيث زعم أنه يعمل مع جمعية خيرية في تركيا، ويتقاضى راتباً جيداً، وأن الجمعية التي تعمل واجهة لاستخبارات الاحتلال عرضت عليه السفر إلى تركيا للعمل هناك، وهو ما حدث بالفعل.
وبعد أشهر، تواصل أبو معزة مع قيادات "حماس" الموجودة في تركيا، واستخدم علاقات والده للتقرّب من مسؤول في الحركة يقيم في إسطنبول، ونجح من خلاله بالعودة إلى جسم الحركة، وتسلّم عملاً يتعلق بالملفات التي تخصّ كتائب القسام في الخارج، بعدها، طلب منه مشغّلوه أن يسعى لدى الحركة لنقله إلى بيروت، والعمل مع فرع كتائب القسام في لبنان إلا أن محاولاته باءت بالفشل.
وعندها تدخّلت الاستخبارات الإسرائيلية لدى السلطات التركية، بناءً على اتفاق بين الطرفين بعدم سماح تركيا بنشاطات للجناح العسكري لـ"حماس" على أراضيها، وقدّمت ملفاً إلى سلطات أنقرة حول نشاط أبو معزه، فطلبت السلطات التركية من قيادة "حماس" إبعاده إلى غزة أو نقله إلى دولة ثالثة، وكان القرار بنقله إلى بيروت، وهو ما كانت استخبارات إسرائيل تسعى إليه منذ البداية.
وبحسب التحقيقات التي كشف عنها الأمن اللبناني، ونشرتها صحيفة "الأخبار اللبنانية"، أنّه بعد وصول الحمساوي أبو معزه إلى بيروت، عملت الحركة على توفير مقر إقامة له في المبنى نفسه الذي يقيم فيه المسؤول المالي لـ"حماس"، وباشر عمله ضمن الوحدات السرية فيها في لبنان، وقد صادر الجيش اللبناني من شقته في صيدا عدداً من أجهزة الكمبيوتر.
وتبيّن من التحقيقات أيضاً، أن لأبو معزه علاقة مع مهندسين من كتائب القسام يعملون في مختبرات لتطوير أسلحة خاصة، من بينهم الشهيد حمزة شاهين، خبير المتفجرات الذي استشهد في انفجار غامض في مسجد في مخيم البرج الشمالي في 10 كانون الأول/ديسمبر 2021، وتبيّن لاحقاً أن الانفجار تسبّبت به عملية تخريب قام بها عملاء لجيش الاحتلال.
وأظهرت التحقيقات أن، أبو معزه انتقل للعمل مع قسم الضفة الغربية في "حماس"، وكان على صلة بتنظيم مجموعات "حماس" المقاتلة من بينها تمويل مجموعة "عرين الأسود"، ويبدو أنه لعب دوراً في كشف عدد من خلايا المسلحين داخل فلسطين، فيما يجري التدقيق في علاقته بنجاح جيش الاحتلال في إحباط عمليات أمنية قبل تنفيذها داخل الضفة.
وبسبب عمله مع سلاح الهندسة في "كتائب القسام" في منطقة شمال غزة، أُوكلت إليه مهام عدة من بينها تدريب مسلحين وإخضاعهم لدورات في هندسة المتفجّرات، وكان يرسل فيديوهات عن كيفية تصنيع المتفجّرات إلى عناصر "حماس" وكتيبة جنين ومجموعة "عرين الأسود" في نابلس، وفي إحدى المرات، أرسل معلومات "خاطئة" تسبّبت بانفجار عبوات أثناء إعدادها أدت لإصابة عدد من عناصر عرين الأسود بينهم الأسير "العكو".
وفي بيروت، كلّف جيش الاحتلال، العميل الحمساوي "أبو معزه" برصد شباب "حماس" الذين يغادرون الضفة الغربية أو قطاع غزة إلى لبنان، وقد اعتقلت قوات الاحتلال بعض عناصر الحركة في فلسطين بناءً على معلومات قدّمها الموقوف، وكذلك طُلب منه ترشيح أشخاص لتجنيدهم، سواء في غزة أو لبنان أو تركيا.
وبعد اطّلاع حركة "حماس" على موجز أمني حول وضعه بعد التوقيف، وإبلاغ عائلته باعتقاله في لبنان بتهمة التخابر مع الاحتلال، باشرت الحركة تحقيقات في القطاع شملت كل الأماكن والأشخاص الذين عمل معهم أو بقي على تواصل معهم بعد مغادرته إلى تركيا، كما تجري مراجعة الملفات التي عمل عليها، ويجري التكتّم داخل القطاع على نتائج التحقيقات، فيما تتعاون الحركة مع فرع المعلومات الذي يطلب معلومات محدّدة للتوسّع في التحقيق مع الموقوف.
"أمد" يكشف عن اختراق أمني كبير داخل القسام في قطاع غزة..
قبل عدة أيام انتشرت معلومات حول كشف اختراق أمني داخل حركة "حماس" في قطاع غزة، وتعمق في كتائب القسام جناحها العسكري.
حملة كبيرة شنّها القسام على قياداته قبل عناصره في قطاع غزة، ليكشف عن شبكة عملاء وجواسيس بينهم مسؤولي كتائب في القسام، وهذا يثبت أنّ أبو معزه على يد بهذه القضية.
في كشف المستور أيضاً.. قيادة القسام أكدت أن المنظومة الأمنية مخترقة بشكل كامل مع وجود شبكات أخرى من العملاء داخلها ومنهم من الصف الأول، حيثُ تضم وحدة السايبر ووحدة المعلومات والتخزين ووحدة الرصد والمتابعة الميدانية ووحدة متابعة ابناء القسام.
وبحسب المعلومات التي وصلت "أمد للإعلام"، فإنّ قلق شديد في المنظومة الأمنية التابعة للقسام بعد الكشف عن شبكة جواسيس مكونة من أربع قيادات داخل أخطر جهاز امني لديها وهو جهاز الأمن العام، حيثُ تم استدعاء كافة القيادة لوضعهم في الصورة وبحث سبل الخروج من هذا المأزق.
واعترفت الشبكة التي كشفها القسام، أنّها سلمت المجلس العسكري الجديد التابع للقسام، وأسماء وحدة الكوماندوز البحري، ومن يعملون في "الأنفاق"، وعناصر في وحدة الظل، فيما كشف عن مخبأ سري غرب غزة يتم تخزين السلاح الخطير فيه والذي تم تفجيره بواسطة طائرة انتحارية إسرائيلية وانفجرت داخل الموقع والقسام قام بتكتم على الأمر باستغراب كيف وصل الاحتلال الإسرائيلي لهذه الأسلحة.
كما اعترفت شبكة العملاء داخل القسام، أنّها تعمل مع الموساد منذ عام 2015 بعد حرب 2014 على قطاع غزة، وتم اسقاطها عن طريق الجاسوس أبو معزة، والتي هربت أيضاً معلومات عن مواقع اطلاق منصات الصواريخ طويلة المدى والتي تأخذ جهداً كبيراً لوضعها داخل الأرض.
عميل ذو علاقة مع هرم قيادة حركة "حماس"..
من المضحك المبكي، أنّ أبو معزة له علاقة وطيدة مع رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، لا ليس ذلك فقط، بل مع صالح العاروري الذي يتهمه جيش الاحتلال باشعال منطقة الضفة وتمويله لمنفذي العمليات ضد إسرائيل.
وكشفت مصادر مقربة من "حماس"، أنّ قيادة الحركة في لبنان ستستمع إلى تفصيل عن علاقة أبو معزة بالعاروري كونه كان أحد مساعديه وما هي المعلومات التي استطاع الجاسوس الوصول اليها من خلال قربه ومرافقته الدائمة العاروري.
وذكرت المصادر، أنّ علامات استفهام كبرى يتم طرحها في أوساط "حماس" حول عدم قيام الجاسوس أبو معزة بتسهيل اغتيال القيادي صالح العاروري طالما أنّ إسرائيل هددته بالاغتيال.
كما برز العميل الحمساوي في صورة له برفقة الإعلامي الإخونجي يوسف حسين مقدم برنامج "جو شو" الذي هاجم فيه السلطة الفلسطينية وحركة فتح وكل من يعارض حركة "حماس" بالرأي.
أول رد من "حماس" حول كشف العميل "أبو معزة"..
اختلفت الردود في حركة "حماس" حول كشف أحد عناصرها في لبنان، فمنهم من بارك ومنهم من نكر أنّه ممن ينتمون للحركة.
علي بركة القيادي في حركة "حماس" بمنطقة لبنان، كتب عبر صفحاته على السوشيال ميديا: "نشكر شعبة المعلومات في الأمن الداخلي اللبناني، على جهودها في ملاحقة عملاء العدو الصهيوني وخصوصاً بتوقيف المدعو "أبو معزة"، الذي كلف باختراق حركة "حماس" والتجسس عليها.
وأكد بركة، "أنّ حركة "حماس" في الخارج باتت تشكل تهديداً جدياً للكيان ورافعة لمشروع المقاومة".
أمّا الناطق باسم حركة "حماس" في لبنان جهاد طه كشف لـ"لبنان24"، أنَّ خليل أبو معزة الذي أوقفته شعبة "المعلومات" في الجيش اللبناني في صيدا بتهمة العمالة مع إسرائيل، هو مناصر لـ""حماس"" وليسَ قيادياً فيها بعكس ما قيل.
ولفت طه إلى أنَّ الحركة لم تتفاجأ بالأساليب التي يسعى إليها العدو الإسرائيلي لاختراق حركات المُقاومة من خلال العملاء، وقال: "نؤكّدُ أن مسيرتنا مستمرة في مواجهة إسرائيل بكافة الوسائل وصراعنا معها مفتوح".
واعتبر، أنَّ "السلطات القضائية اللبنانية هي الجهة الوحيدة المخولة بالإعلان عن تفاصيل ملف أبو معزة"، مشيراً إلى أنَّ "القضاء هو الذي يحق له إطلاق الأحكام وحسم الحقائق وليس الإعلام".
هذه بعض من خبايا شبكات العملاء داخل "حماس" وجناحها العسكري كتائب القسام، ويبدو أنّ الحركة بدأت تظهر على حقيقتها المدفونة بين سلاح مقاومة الاحتلال وإعلامها الذي يبث غزله الحنون عن "حماس" بأنها حركة مقاومة تقارع أجراس المحتل وسط سجل كبير لعناصرها وقيادتها الذين تربعوا في وحل العمالة.
للتذكير في التقرير السابق لـ"أمد للإعلام" بعنوان "الكشف عن خلايا جاسوسية اخترقت "حماس" والقسام"..
لا زالت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" تصدر أزماتها الداخلية، واختراق عناصرها الأمني، وسقوط عدد منهم عملاء بيد الموساد الإسرائيلي، إلى العامة والمواطنين والوضع الميداني، للتغطية على الفشل الذريع في الحفاظ على وحدة صفوفها وأمنها العسكري.
سيناريو متجدد تمسكت به "حماس" وجناحها العسكري، لتصدير الأزمات والتغطية على عملاءه الذين تجولوا بكل راحة بين صفوف وقادة القسام والحركة، فقبل عدة أيام في لبنان، ألقى جيش الاحتلال القبض على شبكة تجسس تعمل لصالح إسرائيل جنوب لبنان، اعترفت بأنها مكلفة بجمع معلومات عن شخصيات وأهداف أمنية وعسكرية بغية استهدافها لاحقا.
وفي بيان صدر عن مديرية الأمن اللبناني، أن عناصر الشبكة المعتقلين اعترفوا خلال التحقيق معهم بتصوير طرقات ومسالك وأماكن حساسة داخل مناطق الجنوب، وإرسال الأفلام إلى الجهات التي تقوم بإدارتهم.