عام >عام
بطل فلسطيني يجتاح بشاحنته رتلاً عسكرياً إسرائيلياً في القدس موقعاً
20 جندياً بين قتيل وجريح.. والاحتلال يقرّر هدم منزل منفّذ العملية واحتجاز جثمانه
الاثنين 9 01 2017 10:44هيثم زعيتر
أكدت عملية الدهس البطولية التي نفّذها الشاب الفلسطيني فادي أحمد حمدان القنبر (28 عاماً)، استمرار الفلسطينيين في "انتفاضة القدس"، التي هي حق طبيعي بالرد على الاحتلال وجرائمه وانتهاكاته، خاصة في المسجد الأقصى والمدينة المقدّسة.
فقد أسفرت العملية عن سقوط 20 جندياً إسرائيلياً بين قتيل وجريح (4 قتلى و16 جريحاً، جراحهم متفاوتة)، عندما نفّذ فادي القنبر عملية دهس بشاحنته لجنود الاحتلال في جبل المكبر بالقدس المحتلة، بعدما هاله استمرار قوّات الاحتلال بتدنيس الأرض المقدّسة، في المكان الذي يسكن فيه في جبل المكبر، فاتخذ قراراً باقتحام محطة حافلات في مستوطنة "أرمنون منتسيف" المشادّة على أراضي جبل المكبر، حيث كان يتواجد فيها عشرات الجنود، يستعدون للالتحاق بمراكزهم.
وذكر شهود عيان أنّ سائق الشاحنة أقدم على دهس مجموعة من المجنّدات قبل أنْ يتراجع بشاحنته إلى الوراء ليدهس مجموعة أخرى، واستمر بذلك على الرغم من إطلاق قوّات الاحتلال النيران باتجاهه إلى أنْ أُصيب وأعلن عن استشهاده.
واستعان الاحتلال برافعة لرفع الشاحنة، بعدما سحقت عجلاتها جنوده، الذين نُقِلَ عدد منهم إلى المستشفيات بين قتيل وجريح حالاتهم ما بين الخطر والمتوسّط. وعلى الفور ضربت سلطات الاحتلال طوقاً أمنياً محكماً في محيط المكان.
وتفقّد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو مكان الحادث برفقة وزير جيشه أفيغدور ليبرمان قبل عقد جلسة خاصة للمجلس الوزاري المصغّر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابيت) للبحث بالعملية.
وتقرّر هدم منزل منفّذ العملية وعدم تسليم جثمانه.
وادّعى نتنياهو بأنّ "منفّذ العملية من مؤيّدي داعش".
وقال: "لقد فرضنا إغلاقاً وطوقاً داخلياً على حي جبل المكبر، الذي خرج منه منفّذ العملية، كما نقوم بعمليات أخرى لا يمكنني الإفصاح عنها الآن، ونحن نعلم بوجود سلسلة من العمليات، ولا نستبعد وجود رابط بينها، والآن وصلت إلى القدس، ونحن سنحارب هذا الوباء وسننتصر عليه".
واقتحم جنود الاحتلال والمخابرات منزل الشهيد فادي القنبر في قرية جبل المكبر في القدس، واستمر الحصار لأكثر من 3 ساعات، مقدمين على تفتيش المنزل وإخراج أفراد العائلة منه، وإجبارهم على التجمّع في منزل شقيقه، حيث قاموا بتخريب محتوياته.
وحقّق جنود الاحتلال مع شقيقات الشهيد، البالغ عددهن 12 سيّدة، مبلغينهن بضرورة الحضور إلى "مركز شرطة المسكوبية" في القدس الغربية.
كما أقدموا على اعتقال زوجة الشهيد فادي، تهاني، ووالده أحمد، ووالدته منوس، وشقيقيه محمّد ومنذر، حيث انتظروا وصول الأخير ليفرجوا عن زوجته.
وكان فادي قد خرج صباحاً من منزله إلى عمله، قبل أنْ يتّصل بعد خروجه بزوجته تهاني طالباً إليها تحضير وجبة الغداء.
والشهيد فادي أب لأربعة أطفال (ولدان وبنتان) أكبرهم 7 سنوات وأصغرهم رضيع.
وقام المستوطنون الصهاينة بتحطيم عشرات المركبات الفلسطينية على طريق نابلس - قلقيلية في الضفة الغربية.
فيما عمّت الاحتفالات قطاع غزّة احتفاءً بالعملية.
وتأتي هذه العملية لتجسّد أنّه إنْ خبا تنفيذ مثلها، لا يعني ذلك أنّ الاحتلال نجح في قمع الانتفاضة، على الرغم من جرائمه وممارسته وانتهاكاته واعتقالاته لمَنْ يعتقد بأنّهم نشطاء ويحتمل قيامهم بعمليات فدائية، أو التحريض على مسيرات وتظاهرات.
ولتثبت أنّ جدوة النضال الفلسطيني متجذّرة ومتجدّدة ومتطوّرة ومتنوّعة الأساليب، خاصة في المبادرات الفردية بالقيام بعمليات دهس أو طعن، يُحدّد منفّذها مكان وتاريخ وأسلوب التنفيذ، وهو ما يربك الاحتلال الذي لا يمكنه الدخول إلى عقول وبواطن كل مواطن، على الرغم من كل إجراءاته وأجهزته واستخباراته.
منفذ العملية الشهيد فادي القنبر