يزيد يوماً بعد يوم منسوب التّهديدات على شتّى الصعد، ماليّاً واجتماعياً وامنيّاً، في ظلّ انفجار اجتماعيٍّ بدأت معالمه ترتسمُ في أكثر من بقعةٍ لبنانيةٍ على مساحة الوطن اللّبنانيّ المهدّد وجوديٍّ.

يعزو مصدرٌ سياسيٌّ ما يحدثٌ اليوم في مسألةِ النّزوح السُّوري، في إطار خطة شاملة كاملةٍ لاستعمال النّزوح السوري ورقة تهديديّة على الدّولة اللّبنانية، وسط أعداد كبيرة تمرُّ يوميًّا في هذا الصّدد، فمن ينزح ليس فارًّا من المعركة وفق المصدر الذي يتساءل:" لماذا لم يهربْ هؤلاء في عزّ المعركة عامَ 2012 و2021 في عز الضّرب الإسرائيلي، وهذا ما يعكس أن ثمة قرار بنقلهم لمكان آخر، والنازح يمرّ عبر مناطق عشوائية وليست مناطق ضمن إطار السيطرة، وإنما من خلال وأدوات غير شرعيّة، ففي سوريا أي حركة أي طبيعية يتمّ توقيفها وفق المصدر من الأمن هناك، ومن ينزحون لتحقيق أهداف مرسومة يمرّون عبر ممرّات معيّنة بعيدة عن السّيطرة.

يضيفُ المصدر: "بالإضافة لما ورد أعلاه، ثمة مشروع لضرب لبنان من خلال بذر بذور الفتنة عبر المجيء بكميّات كبيرة من المقاتلين الذين ترفضهم بيئات عديدة، كبيئة المقاومة والبيئة المسيحية، والبيئة الأبرز التي باتت تئنُّ من ذلك، هي البيئة السُّنية نفسها التي بات من الصّعب عليها تحمّل تداعايات ذلك، والتّوطين لا يمكنُ أن يمرّ حاليًّا في ظل التّركيبة الحاليّة والفسيفساء المعقدة للبنان، والمسؤولية اليوم وفق المصدر يتحمّلها من حاصر البلدين ومن فرض ظروف مأساويّة يستحيلُ معها أن يعيشَ إنسان في هذا العصر، لذلك فكلّ ما يحدث محضّرٌ للضّغط على الدّولة بالتّوطين أو الانهيار الشّامل".

واضحٌ أن المجتمع الدّولي يذهب ويعمل بتصميم وشكل واضحٍ وصريح لموضوع التّوطين، ضمن إطار تغيير شكل المنطقة بالكامل، وما ينسجم مع اللّوحة المرسومة للمنطقة في الأيّام المُقبلة، ولكن هل يعبرُ هذا القدر المرسوم على "البارد" أم أنَّ مشهدًا دمويًّا حاميًا ينتظر؟