"كثيرٌ من"!

ما زالت الحياة تؤكّد لنا كلّ يوم أنّه لا سند لنا فيها إلّا الله، ولا سامع لصوتنا المبتور صداه إلّا الله، ولا باقٍ معنا في عتمة الدّروب ووحشة القلوب إلّا الله. 
فكلّ قول يُضبط بأمرين:
الأوّل: العلم. 
يقول الله تعالى في محكم التنزيل:
"ولا تَقْفُ ما ليس لك به علم".
أمّا الثّاني: فهو العدل:
يقول المولى عزّ وجلّ في محكم تنزيله:
"وإذا قلتم فاعدلوا".
صدق الله العظيم. 
يقول أحد الصّالحين:
"عَلَى قَدْرِ نِيَّةِ العَبْدِ وَهِمَّتِهِ وَمُرَادِهِ وَرَغْبَتِهِ يَكُونُ تَوْفِيقُ اللهِ لَهُ وَإِعَانَتُهُ، فَالمَعُونَةُ مِنْ اللهِ تَنْزِلُ عَلَى العِبَادِ عَلَىٰ قَدْرِ هِمَمِهِمْ".
كثير من الحقيقة وراء كلمة (كنت أمزح).
وكثير من الغيرة وراء كلمة (لا عادي).
وكثير من الألم وراء كلمة (حصل خير).
وكثير من الحاجة وراء كلمة (تسلم ما تقصّر).
وكثير من العذاب وراء كلمة (أنا بخير).
وكثير من الغضب وراء كلمة (على راحتك).
والكثير الكثير وراء (الصّمت).
والكثير من الخير، لا بل الخير كلّه وراء كلمة (يا ربّ).
فالبصمة الجميلة تبقى وإن غاب صاحبها. 
اللهمّ إنّا نعوذ بك من شتات الأمر، وقلّة الحيلة، وضيق الحياة، وضياع الدّرب، ومن الحسرة والنّدم، والعجز واليأس، ومن أن نتوه أو نضلّ.
اللهمّ احمنا وتولّنا واهدنا ونجّنا، واجعل طريقنا رحبة، وحياتنا سعة، وأمرنا كلّه خير.
 اللهمّ‬⁩ خير الأمور، وخير الأقدار، وخير الأيّام.
آمين يا ربّ العالمين.
بارك الله لكم في يومكم هذا، وسائر أيّامكم.