بأقلامهم >بأقلامهم
"ما ظنّكم بربّ العالمين"؟!
الأحد 8 10 2023 07:27
القاضي م جمال الحلو
جنوبيات
لقد ورد في صحيح البخاريّ الحديث القدسيّ:
"أنا عند حسن ظنّ عبدي بي، وأنا معه حين يذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه، وإن اقترب إليّ شبرًا اقتربت إليه ذراعًا، وإن اقترب إليّ ذراعًا اقتربت إليه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة".
سبحان الله، وأنت تقرأ سورة الصافّات تمرّ عليك آية على هيئة سؤال وهي قوله تعالى:
"فما ظنُّكم بِرَبِّ العالمين".
فكلّما ضاقت عليك الدنيا، وأحسست أنّها أظلمت، وراودتك الشكوك، اسأل نفسك: ما ظنُّك بربّ العالمين؟
فما ظَنَّ أحد بالله ظنًّا إلّا أعطاه ما يظنّ، وذلك لأنّ الفضل كُلّه بيد الله، وعندها تشعر كأنّ بابًا كبيرًا يوشك أن يفتح، وهناك إحساس يقول لك: "إنّها ستفرج، فاطمئنّ ولا تحزن".
فيا ربّ إنّا نظنّ بك غُفرانًا، وعفوًا، وعافيةً، وسترًا، وتوبة، وهداية، وسعادة، وثباتًا، ورزقًا، وتوفيقًا، وفرجًا قريبًا، وحُسْن خاتمة.
اللهمّ افرش لنا دربًا من نور، واجعل وجوهنا دائمًا في سرور، واملأ قلوبنا بذكرك يا غفور، وتقبّل دعاءنا يا شكور، واجعل لنا الصراط سهلًا للعبور.
اللهمّ أسقط الدنيا من قلوبنا، واجعل التقوى زاد دروبنا، ونوّر بالقرآن صدورنا.
أسأل الله أن يبارك لكم في حياتكم، ويكتب لكم الخير، ويوسّع لكم أرزاقكم، ويهبكم الصحّة والعافية، ويجعل لكم في كلّ أمر يسرًا، وفي كلّ رزق بركة، ويصلح شأنكم كلّه، ويرزقكم نعيمَي الدنيا والآخرة.
آمين يا ربّ العالمين.