بأقلامهم >بأقلامهم
"خاص جنوبيات".. لعنة العقد الثّامن: طوفان القُدس يشعلُ الشّرارة؟
جنوبيات
ليست لحظةً عابرةً، هي إعادة كتابة التّاريخ من جديد، لحظةُ تماهي النّار مع الارادة الفلسطينية العظيمة، المشهدُ العظيم لدخول حركة حماس بفصيلها المسلّح للأراضي المحتلّة، مع استعادة مواقع قريبة من غزّة، واليوم بات لزامًا ومنطقًا القول، انّ ما حدث في طوفان القدس سيغيّر مجرى الأحداث، لا بل التّاريخ في هذه المنطقة والعالم، لجهة مشهديّةٍ هزّت العالم العربي والعالم، فماذا عن اللّعنة الجديدة؟
لعنةُ العقد الثّامن التي تقلقُ العقل الإسرائيليّ، بدأت من طوفان القدس في مشهد ملحميٍّ بطوليٍّ، بغضّ النظر عمن يتّفقُ معه في بعده الدّيني، الا انّ السابع من تشرين من هذا العام، هو وصمةُ عارٍ في تاريخ الكيان المؤقّت، وهذا ما سيكبرُ يومًا بعد يوم، حتّى وصل البعض من المفكّرين العرب للقول: "لو مسحت إسرائيل غزّة عن بكرة أبيها، لن يستطيع أحد محو هذا النّهار من ذاكرة المستوطنين للأبد".
هذه المشهدية من جرّ وإنزال من الدّبابات ستحفر عند الصّهاينة، حيث أن الجيش الذي لا يُقهر قد قُهر تمامًا، وما حصل في مطار بن غوريون من إلغاء رحلات، وتوقّعات لهجرة معاكسة، ولو وصلت الأمور إلى حلٍّ، أنّ القلق باتَ جديًّا عند أي مستوطن يملك جوازات سفرٍ عديدة، سيفضّلها على الصّواريخ المتساقطة بالعشرات، ضمن امكانيّات حماس في غزّة، فكيف اذا اتّسعت الرُّقعة؟
القلقُ ايضا وما يساهم في توسيع بيكار "لعنة العقد الثّامن"، هو القلق من الشّمال (شمال الكيان)، فروح إسرائيل التي تكمن في الشّمال وفق بن غوريون، لم تعد موجودة، فطالما أن ثمّة سيّدة تنجب في الجنوب، هناك للأبد مشروعَ مواجهةٍ يتّسم بالصّلابة والدّيمومة، فهل تجرُأُ حماقةُ نتيناهو على ارتكاب شيءٍ في شمال الكيان؟
يستبعدُ الخبراء أن يقدمَ نتيناهو على ذلك، فعندها تكون قد ارتكبت الحماقة التّاريخية التي قد تكون مساهمةً في نهايتها وفق كبار المفكّرين والعسكريّين اللّبنانيين والعرب، لذلك ثمة استبعاد لأن يقوم نتنياهو بهذه الحماقة، فهو يدركُ انّ الصواريخ القادمة من شمال كيانه، وهذا ما سيحشدُ عشرات الآلاف، وقد تمتدُّ المعركة اقيلميًّا، ورغم ترجيح البعض من دخول الوساطات الا انّ ذلك لن يغيّر من حدوث ردٍّ وردٍّ اخر في اليوم التّالي.
لعنةٌ كبيرةٌ في العقد الثّامن، لعنات كبيرة غيّرت المسار، لعلّ أبرزها التّفكك الدّاخلي والقوة المقابلة التي سيأخذُ بالقوّةِ ما سُلبَ يومًا بها.