عام >عام
الرئيس عباس برسالة استباقية يطلب من بوتين إقناع ترامب
د. صائب عريقات لـ "اللـواء": نقل السفارة الأميركية خط أحمر
افتتاح سفارة فلسطين بالفاتيكان.. ومؤتمر للسلام بباريس
الرئيس عباس برسالة استباقية يطلب من بوتين إقناع ترامب ‎السبت 14 01 2017 10:30
الرئيس عباس برسالة استباقية يطلب من بوتين إقناع ترامب
وزير الخارجية الروسي لافروف مرحّباً بموفد الرئيس عباس، د. عريقات

هيثم زعيتر

تُسجّل القضية الفلسطينية انتصاراً جديداً في مسارها الدبلوماسي يتمثّل بافتتاح سفارة لدولة فلسطين في الفاتيكان، لتُعطي بُعداً جديداً للقضية الفلسطينية، باعتبارها قضية العرب المسلمين المركزية إلى الاحتضان المسيحي من أعلى مرجع في الفاتيكان.
افتتاح سفارة فلسطين الذي يتم برعاية وحضور الحبر الأعظم البابا فرنسيس الأول والرئيس الفلسطيني محمود عباس، هو الأوّل لدولة فلسطين في الفاتيكان، بعد توقيع أوّل اتفاق بين الكرسي الرسولي ودول فلسطين (16 أيّار 2015) والذي أعقبه توقيع اتفاق شامل (26 حزيران 2015).
ويقوم الرئيس عباس بجولة شملت عدداً من الدول الأوروبية استهلها بزيارة إيطاليا، ويصل غداً (الأحد) إلى العاصمة الفرنسية تلبية لدعوة من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، في الوقت ذاته الذي تستضيف فيه باريس مؤتمراً للسلام.
ويأتي الحراك الفلسطيني مع اقتراب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من تسلّم مهامه في البيت الأبيض (20 الجاري)، والإعلان عن نيّة الإدارة الأميركية نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس المحتلة.
ويُعقد "مؤتمر السلام" في العاصمة الفرنسية، في إطار المساعي التي تبذلها فرنسا من أجل معالجة قضايا المنطقة وفي طليعتها القضية الفلسطينية، ومناقشة مدى إمكانية العودة إلى طاولة المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية.
المؤتمر الذي ستشارك فيه 70 دولة و5 منظمات دولية هي (الأمم المتحدة، الاتحاد الأوروبي، جامعة الدول العربية، منظمة التعاون الإسلامي، والاتحاد الإفريقي)، وتشارك فلسطين تلبية لدعوة من الرئيس الفرنسي، ودون مشاركة ممثلين للكيان الإسرائيلي، ويعتبر المؤتمر المشاركة الأخيرة لوزير الخارجية الأميركي جون كيري.
عريقات
وإذ يُثير الرئيس الفلسطيني هذا الموضوع الحسّاس مع المسؤولين والقيادات الذين التقاهم أو سيلتقيهم، فإنّه أوفد أمين سر اللجنة التنفيذية لـ"منظمة التحرير الفلسطينية" الدكتور صائب عريقات إلى موسكو، حيّث سلّم أمس (الجمعة) رسالة إلى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، موجّهة إلى الرئيس فلاديمير بوتين يطلب فيها إقناع السلطات الأميركية بعدم نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس المحتلة، حيث تضمّنت عرضاً للعواقب - غير المرغوبة - التي يمكن أنْ تحدث في حال إقدام الإدارة الأميركية على نقل سفارتها إلى القدس.
وأكد عريقات لـ"اللواء" أنّ "نقل السفارة الأميركية إلى القدس خط أحمر وأمر خطير، وليس كنقل حجر أو تغيير يافطة، لأن ذلك يعني قبول ضم القدس الشرقية لإسرائيل". 
وأشار إلى أنّ "هذا أمر رفضته جميع الحكومات الأميركية منذ العام 1967، واعتبرته لاغياً وباطلاً، وكذلك فعل قرار مجلس الأمن الأخير، عندما امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت".
وقال: "أحد أهم أسباب وجودي في موسكو حالياً ولقاء وزير الخارجية سيرغي لافروف؛ هو تقديم رسالة خطية من الرئيس محمود عباس للرئيس فيلاديمير بوتين، طالبين تدخله بكل ما يملك لمنع نقل السفارة إلى القدس".
وأوضح كبير المفاوضين الفلسطينيين أنّ "السلطات الفلسطينية تقوم بخطوات استباقية لمنع كارثة نقل السفارة الأميركية إلى القدس، لأن القضية الفلسطينية هي مفتاح السلام في المنطقة ولا أحد يستطيع التخلي عنها".
وإذ شدّد على أنّه "لا أمل بدحر الإرهاب في العالم؛ إلا بعودة فلسطين للخارطة"، أشار إلى أنّ "إسرائيل ليست إلا دولة وظيفية للولايات المتحدة بالذات في المنطقة".
وختم عريقات: "إذا لم نتوصل إلى إنهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق الوحدة الوطنية فلن يقبلنا العالم".
المفتي حسين
من جهته، دان مفتي فلسطين الشيخ محمد حسين خطة الرئيس الأميركي ترامب نقل السفارة الأميركية من تل أبيب الى مدينة القدس، واعتبرها "اعتداء على المسلمين" في جميع انحاء العالم.
وفي خطبة الجمعة التي ألقاها في المسجد الأقصى بالقدس المحتلة، قال المفتي حسين: "إن الوعد بنقل السفارة من قبل الرئيس الأميركي ليس اعتداء على الفلسطينيين فقط بل على العرب والمسلمين، ولن يسكت المسلمون والعرب وهم يرون العدوان يتحقق خلال نقل السفارة إلى القدس".
ورُفع الأذان في المساجد تلبية لدعوة مسؤولين فلسطينيين وجهوها يوم الثلاثاء الماضي، احتجاجا على هذا الاقتراح، فيما ستقوم الكنائس يوم غدٍ الأحد بقرع الأجراس أيضاً رفضا لنقل السفارة.
وإذ يُخشى من أن تشكّل خطوة نقل السفارة إلى القدس اعترافاً فعلياً بها عاصمة للكيان الإسرائيلي، وهو ما سيزيد من التوترات في الشرق الأوسط ويقضي على جهود السلام الهشة، أشار المفتي حسين إلى أنّ نقل السفارة "يخالف المواثيق والأعراف الدولية ومجلس الأمن الذين يعترفون بأن مدينة القدس محتلة، وهي عاصمة دولة فلسطين".
* إلى ذلك تشهد العاصمة الروسية، موسكو، يوم الإثنين المقبل اجتماعاً هاماً بين وفدين من حركتَيْ "فتح" و"حماس" وعدّة فصائل فلسطينية، حيث سيلتقون وزير الخارجية الروسي لافروف.
وعُلِمَ بأنّ هذا الاجتماع مخصّص لبحث المصالحة الوطنية الفلسطينية، وإعطاء دفع من أجل تطبيق بنود المصالحة والاتفاقات الموقّعة سابقاً.
ويُعقد هذا الاجتماع على هامش المؤتمر السياسي الذي دعا إليه معهد للأبحاث والدراسات في روسيا.