بأقلامهم >بأقلامهم
هل يتحرّك الزّعيم "الزغرتاوي"؟
زياد العسل
كان لافتًا للجميع الحراك الذي يقوم به رئيس التّيار الوطني الحر جبران باسيل، على مختلف القوى والفعاليات السياسية في إطار ما يسمّيه تحصين الوضع الدّاخلي وإنجاز الاستحقاقات وتقريب وجهات النظر، ولعلّ أبرز الزّيارات تلك التي تمثّلت في اللقاء مع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية.
السّؤال الذي بات يُطرح على بساط البحث السياسي يتمثّل ب"ما هي المعوقات التي تحول دون أن يتحرّك رئيس تيار المردة تحرّكًا جديًّا في هذه اللحظة التّاريخية، مستفيدًا من مناخِ ما يحدث في غزّة، محوّلًا اياه فسحة إجماعٍ وطنيّ، خاصة في ظل تقارب باسيل معه من خلال الزيارة التي لا شكّ أن ثمة يدّ ممدودة رئاسيًّا فيها؟
لا شكّ أن بقاء فرنجية في السباق الرّئاسي هو امر محتوم، خاصةً في ظلّ الظروف القائمة اليوم في جنوب لبنان وفلسطين، فلا يمكن لهُ ان يتخذ قرار الانسحاب في هذه اللحظة المفصلية، ولكنّ تحرّكه محدودٌ جدًّا، فالقوى التي سمّتهُ لديها انشغالات ثانية قد تصل لمرحلة الوجودية والمصيرية، لذلك فالزّعيم الزغرتاويّ في مرحلة ترقّب كجلّ اللّبناننيين.
قراءةٌ ثانية تعتقد أن هذه اللحظة هي فرصة تاريخية، كي يقدم فرنجية على توسيع بيكار حركته، وسيجد ضوءًا احمر من حارة حريك، في ظلّ اقتناع القيادات الكبرى في البلاد أن هذه المرحلة تحتاجُ تقاربًا وطنيًّا ومؤسّسات تقف مساندةً في وجه ايّ عدوان قد يكون مُحتمل.
بين القراءتين، ثمّة حقيقةٌ واضحةٌ وجليّة، ان ما بعد أحداث غزّة ليس كما قبلها، وأنّ المقاربةَ للجمهوريّة نفسها، قد تختلفُ فيما بعد. فهل أضحت نهايةُ النّفق قريبةً؟