بأقلامهم >بأقلامهم
الصحوة الإسلامية
جنوبيات
إهتم الإسلام بكل جوانب الحياة، فأنزل تعاليمه في الكتاب المقدس، وفي السنة النبوية الشريفة، فالله هو الذي خلق الكون وخلق جميع المخلوقات وأرسل الرسل لتدعيم الرسائل الدينية عبر الوحي، وغدا الإنسان الكائن البشري المتلقي فإما ان يأخذ بها ويأتمر بالأوامر ويكون الرابح الأكبر، وإما نراه لا ينتهي عن النواهي ويكون الخاسر الأكبر، أي انه كائن مخير وليس بمسير، لا وبل اكثر من ذلك ميزّه الله عن سائر المخلوقات بنعمة العقل ليميز بها بين الخير والشر، فكل المبادئ والتعاليم الدينية التي يشتمل عليها الإسلام تتمحور حول الصدق والنزاهة والأمانة والإخلاص والمحبة وغيرها
من الملاحظ أن الأسرة المسلمة المعتنقة للمبادئ الإسلامية الصحيحية تنشئ الأولاد على هذه الأخلاقيات الإسلامية وتهيئ لهم حياة هانئة ويسيرة ، لكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا لم تعد اليوم الأسرة المسلمة بمثابة المؤسس لتعاليم الإسلام الصحيحة ؟ لما البعد عن الإسلام وتعاليمه السمحة؟ ومتى تأتي الصحوة للمسلمين توقظهم من سباتهم العميق ومن غفوتهم التي تحجب عنهم طريق خلاصهم وتهديهم الى تحقيق مصالحهم ؟ فالله خلق الكون وخلق سر الحياة والموت و أنزل القوانين الشرعية التي تنظم حياتهم وتبين لهم كيفية التصرف في كل سلوك يسلكونه في حياتهم ، أي لم يترك مسألة دون علاجها التي تأتي لصالح الإنسان المكرّم .
في الواقع يعيش الإنسان اليوم مغريات الحياة وينغمس باللذة المادية التي تتصل بالأرض ، ويبتعد عن اللذة الروحية التي تتصل بالسماء ، فإما ان يأخذ بالأخلاقيات الإيجابية التي نادى بها الإسلام وإما ان يأخذ بالأخلاقيات السلبية فنراه يكذب ويخدع ويغتاب ويقتل ويدمر ويمكر ويسبب الفساد في الأرض ، فهذا يقوده الى إفساد حياته قبل افساد حياة الآخرين لذا تغدو الراحة النفسية من خلال الإمتثال للتعاليم وتطبيقها في الحياة العملية ، وكذلك من خلال البعد عن الشر والتقرب الى الله وتقديم الأعمال الصالحة التي تأتي لصالح الإنسان وتجلب له المنفعة .اليوم تكثر الملهيات ووسائل الترفيه بكل اشكالها وبكل اصنافها ، والنفوس الضعيفة التي لا تقوى على مجاهدة نفسها والتغلب على اهوائها، تتهافت الى هذه الملهيات وتبتعد عن تطبيق المبادئ الأخلاقية الإسلامية ، أي تستخدمها استخدام سلبي بما لا يضمن الأدبيات واصول الإستخدام فالضمير هو الوازع والمراقب .
من جهة ثانية باتت البشر لا تتعامل بمحبة متفانية، أي لا تحب الخير لغيرها وتتعامل مع الآخر بدافع المصلحة الشخصية وهذا ليس لصالح المجتمع انما لتراجعه، فحقيقة الإسلام تظهر من خلال التعاملات ما بين البشر والسلوكيات الأخلاقية العالية، التي تقود حتماً الى بناء مجتمع متقدم راق وحضاري .
أخيرا نود اللفتة من خلال هذه المقالة ان الإبتعاد عن أخلاقيات الإسلام بات هو السائد ، ولا بد من الرجوع الى لله من خلال الصحوة الإسلامية، التي تحتاجها مجتمعاتنا لكي توقظ المسلمين وتضعهم ضمن المنهاج الحياتي الصحي الآخذ نحوالرقي والتقدم، فالعلم هو الباب الذي ندخل من خلاله الى معرفة الله ومن ثم معرفة انفسنا حيث التصالح مع الذات، والعيش برضى عن كل ما يحدث بتقدير للخالق عزّ وجلّ.