كان لخطاب الأمين العام لحزب الله وقعٌ كبيرٌ في صفوف المراهنين على قوة المقاومة، ولعلّ واحدةً من الجمل المهمة التي استعملها "السّيد"، كانت تلك التي قال فيها: "نحنا من ٩ أكتوبر دخلنا الحرب"، في إشارةٍ منه إلى انخراط "الحزب" في الحرب القائمة، وتحمّل المسؤولية في هذا الاطار، ولكن ثمة نقطة مهمة تحدّث بها السيد نصر الله وهي عن "روحية" الصّراع والالتزام بالعمل بالمقاومة، وهنا بيت القصيد.

هناك قولٌ شائعٌ لأحد كبار قادة "الحزب"، يقول فيه: "ان الذي يقاتل فينا هي الروح". والمقصد من ذلك أن أعتى أسلحة العالم وطائراته ودبّاباته، لا يمكن أن تصنع قوةً لمقاتلٍ محبط او غير مؤمن بالذي يفعله، وهنا سرُّ اسرار هذه الثُّلة من المقاتلين الذين بدؤوا عشرات، واصبحوا بفعل العمل التّراكمي مئات وربّما أكثر.

في خلاصة الحديث لا شيءَ يعبّرُ عن النقاط السابقة، سوى المشهد الذي يحدث في غزة والذي حدث في لبنان، فالمشهدين متشابهين، لناحية الرغبة في البذل والتضحية ولو امتلك المقاتل، بندقية صيدٍ أمام ميركافا. هي المقاييسُ قد تغيّرت وأُثبت بما بلا يقبل الشّك أن السّلاحَ متى تزيّن بالاستعداد للشّهادة، أنتج ملحمةً بطوليةً في كلّ زمانٍ ومكان