فلسطينيات >الفلسطينيون في لبنان
بين شطب قضية اللاجئين والسعي للإمساك بها.. أهالي عين الحلوة يدفعون الثمن مرتين
بين شطب قضية اللاجئين والسعي للإمساك بها.. أهالي عين الحلوة يدفعون الثمن مرتين ‎الثلاثاء 17 01 2017 11:39
بين شطب قضية اللاجئين والسعي للإمساك بها.. أهالي عين الحلوة يدفعون الثمن مرتين

جنوبيات

يعيش سكان عين الحلوة وعموما سائر اللاجئين في لبنان تحت وطاة القلق اليومي والمستقبلي والخشية المستدامة في ظل غياب أي نظرة تفاؤلية وحتى أحلام بتحسين الواقع اليومي المعاش أو إشراقة ما في الأفق المستقبلي.
القلق اليومي المتمثل بالخوف الدائم من الأحداث اليومية المتفلتة من اغتيالات او اشتباكات وإن كانت محدودة والرعب الدائم من امتدادها جغرافيا" و زمنيا" واشتداد درجة عنفها وسخونتها و تأثير ذلك على إيقاع الحياة اليومية اجتماعيا" واقتصاديا" وتربويا الخ.
كما وأيضا القلق الدائم على المصير المستقبلي بشقيه الوطني والاجتماعي _الاقتصادي بسبب الخيارات السياسية للقيادة الفلسطينية سواء" الرسمية منها أو الفصائلية بتناقضاتها و التي لم تجلب اي نوع من الاطمئنان المستقبلي للتطلعات الوطنية من حيث الاهداف.
واختزلت إلى حد التلاشي اي دور مشارك أو مؤثر لعموم اللاجئين في الخارج في الحياة السياسية او الوطنية للشعب الفلسطيني.

انعكاس هذه الخيارات على اللاجئين رسم قلقهم الدائم على مستقبلهم الوطني والاجتماعي وترددات هذه الانعكاسات آنيا في ظل التناقض الإقليمي والمحلي هو محط قلقهم اليومي.
القيادة الفلسطينية الرسمية رسمت خياراتها السياسية عمليا منذ التوقيع على اتفاق اوسلو(1993)ولم تتبدل هذه الخيارات إنطلاقا من إيمان القيادة الراسخ ب حاسمية التأثير للعوامل الخارجية والميل التراجعي لتأثير المقدرات الذاتية, وبعد استشهاد أبو عمار رسمت مسارا" مستقيما بعد ان كان في ظله ثابت الاهداف متعرج الأساليب والتعبيرات.
ركزت القيادة الرسمية في أدائها العملي على الحفاظ قدر الإمكان على الشخصية الوطنية الفلسطينية أمام مسار التحول في طبيعة الصراع ونقله من مساره القومي و الوطني الى المسار الديني.
وهنا نفهم الإنكفاء التدريجي وسياسة الحياد للقيادة الرسمية فيما يتعلق بصراع المحاور في الاقليم والذي أدى بجانب منه إلى انحسار واضح لتأثير القيادة الرسمية بين أوساط اللاجئين في الخارج.
إن متابعة يوميات الصراع العربي الفلسطيني_الاسرائيلي تقودنا الى التسليم أنه ومنذ توقيع اتفاق اوسلو و لاسباب دولية وإقليمية و عربية وفلسطينية تحول الصراع مع إسرائيل من قومي إلى وطني وهو ما أدى الى انحسار قوة الدفع للمشروع الوطني التحرري (موازين القوى)..
وإن اشتداد الصراع واتخاذه طابع الصدام العنفي ما بين المحاور الإقليمية حور الصراع الى الطابع الديني.
وهنا التقى الإسرائيليون و الغالبية من الدول والقوى المؤثرة إقليميا وعربيا والبعض الفلسطيني (لدوافع عقائدية و براغماتية) للتسليم بالجوهر الديني للصراع كل انطلاقا من مصالحه وتحقيقا لأهدافه وهو ما جعل الصهيونية ( كتعبير ديني عن مشروع قومي يهودي) والاسلام السياسي يتصدران ولو شكليا مشهد المواحهه المفتوحة.
لكن وإن كانت الصهيونية موحدة المشروع والأداة (اس5رائل) فإن الإسلام السياسي (دول و قوى) ولأسباب بعضها له علاقه بالصراع مباشرة او مواربة ولأسباب أخرى غير موحد بل و متنافر الى حد الصدام .. مما ولد تحايلا" في  الأولويات وتراجع في أهمية الصراع مع إسرائيل وصولا إلى التسليم بتحالف الضرورة معها.
يهودية الدولة في إسرائيل .. الشكل المذهبي لصراع المحاور وطبيعة الأدوات المستخدمة فيه.. البعد العقائدي لدى فئات شعبية تتزايد باستمرار على وقع التطورات الإقليمية وغيرها استلزمت التسليم بالطابع الديني للصراع مع إسرائيل..
و هذا ما أدى بطبيعة الحال الى إضعاف واستهداف الوطنية الفلسطينية وتعبيراتها اي منظمة التحرير الفلسطينية ( بمعزل عن الموقف من سياستها) من قبل الجميع تقريبا على ضفتي الصراع الاقليمي بامتدداته الدولية .
نحن في الواقع أمام صراعين صراع المحاور الإقليمية (غير المنخرطة به منظمة التحرير) ولكن المنخرطة به بالعمق إسرائيل.. والصراع الفلسطيني _ الإسرائيلي واحتمالا أمام تسويتين.
إسرائيل والتي تستخدم قوتها ونفوذها في كلا الصراعيين تحاول الخروج بتعزيز نفوذها والأهم الإعتراف بدورها الإقليمي والعربي (التطبيع والقبول) واستعادة تسويق نفسها دوليا بعد سلسلة الخيبات ، واستخدام هذا النفوذ لشطب قضية اللاجئين في الخارج تسهيلا للتسوية مع الفلسطينيين في الداخل وفق الرؤية الاسرائيلية ومحاولة الاستفادة من خدماتها مع جهات دولية وعربية حليفة في الصراع الاقليمي.
المحور المناقض(المقاومة والممانعة) يحاول أيضا إكتساب أوراق قوة وتأثير للاستفادة منها في الميدان مباشرة او عبر التحييد ( أحيانا من خلال الاشغال) او في التسوية المنتظرة.
الامساك او التأثير الغالبي على ورقة اللاجئين في الخارج و تحديدا في لبنان واحدة من أهم الأوراق الذي يشغل عليها وإن بصمت.
شطب قضية اللاجئين في الخارج او السعي للإمساك بها هما عنوانان بارزان في صراع المحاور على المستوى الفلسطيني .. لكن كلا المحورين للوصول الى غايته وأهدافه بحاجة الى إضعاف الشخصية الوطنية الفلسطينية وضرب ما هو جماعي في التطلعات والأهداف ودور للاجئين في الخارج و لبنان على وجه الخصوص ، لذلك فإن المستهدف الأبرز هو منظمة التحرير الفلسطينية على المستوى الوطني ووكالة الأونروا على المستوى الاجتماعي _الخدماتي.
وهذا ما يؤدي إلى القلق والخشية الدائمة عل المستقبل الوطني والاجتماعي للاجئين في لبنان.
فيما إن الصراع و التجاذب بين المحورين على المستوى الاقليمي وتردداته المحلية والامتداد الدولي للبعض ما يولد مشاريع العبث التي تسبب القلق والخوف اليومي.
إذا دققنا بالتطورات الميدانية اليومية على ساحة اللاجئين في لبنان سنجد ترجمة واضحة لكل ما أوردناه.
وإن السلاح المستخدم من الأدوات على ضفتي الصراع يركز على نزع الشرعية الشعبية وإظهار الوهن والضعف المتواصل لمنظمة التحرير..
والأغرب فإن التقاء المتناقضات تحت عنوان إلتقاء المصالح لا زال هو النمط السائد الذي يحجب الحقيقة.

المصدر : محمد بهلول