ماذا يجري في فلسطين؟!.

وكأننا في حالة عودة للوعي، وعي ان القضية الفلسطينية هي المحور والاساس في كل ما يجري على الارض العربية.

وهناك ما يشبه التأكيد من اشارات واحداث تدل على ان معظم ما يحدث في ارض العرب انما هي محاولة الهاء أو ابعاد عن الاهتمام بالقضية المركزية.

طعن ودهس و… انتفاضة مستمرة غير معلنة لاسباب يصعب فهمها.

شبان وفتيات بعمر الورود يعيدون امجاد العمل الفدائي الذي كان في يوم من الايام محور استقطاب النتاج الابداعي والثقافي العربي.

لكنه يبدو اليوم وكأن هذا النتاج في عالم آخر.

وكأن ما يجري في فلسطين انما يحدث في اميركا اللاتينية أو اواسط افريقيا.

حتى تذكر رموز الابداع الفلسطيني المقاوم بين الفينة والفينة كمحمود درويش وغسان كنفاني وغيرهما ممن صنعوا مع الدم الفلسطيني المراق على ارض فلسطين «القضية الفلسطينية».

حتى هؤلاء يتم تذكرهم وكأنهم اطياف من الماضي تنتمي إلى عصر ليس الذي نعيش فيه.

الامر لا يحتمل النقاش أو المراوغة.

فلسطين هي الاساس، وفي قلب كل عربي في كل مكان على الرغم من كل محاولات الالهاء والاشغال بكل ما يبعد عن القضية التي تعاني اليتم العربي الرسمي وليس الشعبي لذلك هناك ثمة حاجة ملحة مفروضة على كل من يتعاطى بالشأن الابداعي أو النشاط الثقافي العربي ان يعي هذه الناحية وان تعود البوصلة لتؤشر إلى حيث يجب ان تؤشر.

الفلسطينيون على الرغم من مشاكلهم الداخلية المصطنعة يقومون بواجبهم تجاه ارضهم.

لكنهم لا يجب ان يمارسوا فعل المقاومة منفردين.

فهذا الاستفراد هو ما اضاع فلسطين وما استمر في ضياعها حركة الابداع العربية في معزل عن مجريات الارض الفلسطينية باستثناء بعض الومضات في وسائل التواصل تبدو وكأنها من قبيل رفع العتب ليس الا.

لم تكن فلسطين بعيدة عن الفعالية الثقافية العربية كما هي اليوم.

يبرر البعض ذلك بالحرائق العربية في كل مكان.

لكن هذه الحرائق اذا بحثت اسبابها بالعمق انما تكون فلسطين في صلبها ونسغها.

انها دعوة إلى المثقفين العرب.

للعودة إلى الرشد.

للتفاعل مع هذا الدم الطاهر الذي يروي كل يوم بأشكال مختلفة تلك الارض الطاهرة، التي تبقى قبل وبعد كل المشاكل والاحداث على ارض العرب.

لأنها الاساس حتى في هذا الغلو الذي يشكون منه.