أكد عضو المجلسين الوطني والمركزي الفلسطيني هيثم زعيتر أنّ "أصلَ كل ما يجري من أحداث في فلسطين المُحتلة، هو تداعيات "وعد بلفور" المشؤوم، ومفعول اتفاقية "سايكس - بيكو"، التي يبدو أنّها انتهت، وتسعى الإدارة الأميركية إلى تقسيم المنطقة، لذلك كانت "صفقة القرن"، التي أطلقها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، والتي أُفشِلَتْ جرّاء الصمود الفلسطيني، لكن تداعيات هذه الصفقة ما زالت موجودة، عندما يتعرّض أبناء شَعبِنا الفلسطيني في أراضي المُحتلة مُنذ العام 1948 أو الضفّة الغربية بما فيها القدس أو قطاع غزّة، أو في أماكن الشتات، للاعتداءات، فإنّ ذلك يندرج ضمن إطار المشروع التنفيذي لحكومة بنيامين نتنياهو، لتجسيد وتكريس الدولة اليهودية، وتحويل الصراع إلى ديني يهودي - إسلامي، لجلب التأييد العالمي لقيام الدولة اليهودية، التي تحظى بدعم من أنصار عودة السيد المسيح (ع)".
وقال زعيتر في الحوار الذي أجرته معه الإعلامية سمر أبو خليل عبر "قناة الجديد"، ضمن برنامج "الحدث"، يوم الخميس في 02 تشرين الثاني/نوفمبر 2023: "ما يجري في غزّة من تصدٍّ بطولي وأسطوري، يُؤكد أنّ الشعب الفلسطيني لن يُكرِّر التجارب التي مرَّ بها سابقاً في العامين 1948 و1967، ولن يترك أرضه وسيُواصل النضال في مُواجهة مشاريع الاحتلال الإسرائيلي الهادفة إلى تهجير أبناء فلسطين وبناء الهيكل المزعوم، وإقامة دولة يهودية باستهداف المُسلمين والمسيحيين، وتكريس التقسيم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى، وارتكاب المزيد من المجازر، لكن الفلسطيني مُصمّمٌ على أنْ يبقى فوق أرضه، وإعادة بناء ما يهدمه الاحتلال، فالشعب الفلسطيني الذي تفوّق على أيوب في صبره، رغم الألم، يُصرُّ على النضال بكل الوسائل المُمكنة، والعالم لم يتحرّك تجاه المجازر التي ارتُكِبَتْ مُنذ النكبة وحتى يومنا هذا، لذلك نُعوّل على الوحدة الوطنية الداخلية الفلسطينية ووضع الخلافات جانباً".
وشدّد على "إنّنا في قلب المعركة، وما جرى في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، عمل بطولي وإنجاز يُسجّل لحركة "حماس" والقوى الفلسطينية، ونحن في "مُنظّمة التحرير الفلسطينية، البيت الفلسطيني الجامع، الذي لم تلتحق به حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي" تنظيمياً حتى الآن، نؤيّد ما قامت به المُقاومة في غزّة".
وأشار إلى أنّ "مرجعية الدولة الفلسطينية في الأُمم المُتّحدة هي "مُنظّمة التحرير الفلسطينية"، التي انتزع مقعدها الرئيس ياسر عرفات بتاريخ 13 تشرين الثاني/نوفمبر 1974، وما تمَّ من إنجاز باعتماد فلسطين كعضوٍ مُرَاقب في 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2012، يُعتبر إنجازاً مُوازياً لذلك، وهو ما قام به الرئيس محمود عباس، والسلطة الفلسطينية هي مُجرّد أداة لإدارة الحُكم في الضفة الغربية بما فيها القُدس وقطاع غزّة".
وإذ أوضح أنّه "اتخذنا في المجلس المركزي الفلسطيني، قراراً بوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال"، أشار إلى أنّ "الذي يتحكّم بمعبر رفح والمعابر الأخرى هو الاحتلال الإسرائيلي، ونحن ضد التنسيق الأمني".
وألمح زعيتر إلى أنّه "في الضفّة الغربية هناك 130 شهيداً، بينهم 85 شهيداً من حركة "فتح" والأجهزة الأمنية الفلسطينية، لذلك علينا أنْ نتوقّف عن الاتهامات الزائفة، ونبحث عن نقاط التلاقي والمُواجهة بكل الوسائل المُمكنة، من المُقاومة المُسلّحة والشعبية والإعلامية والدبلوماسية والضغط الدولي، ونرى أنّ ما أعلنه نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" ورئيس الحركة في الضفّة الغربية صالح العاروري، خير دليل بإشادته بالرئيس محمود عباس، ودعوة أنصار "حماس" لمنع استغلال البعض من الذين يرتبطون بأجندات خارجية من استهداف مقرّات "قوّات الأمن الوطني الفلسطيني"، فالمعركة هي مع الاحتلال الإسرائيلي، الذي لا يُفرّق بين الفصائل الفلسطينية، ويسعى إلى تحويل المعركة لمعركة دينية، وهو ما حذّر منه الرئيس محمود عباس".
ورأى أنّ "العمل العسكري عند انتهائه يُترجم من خلال مساعٍ دبلوماسية، وبعد كل عدوان إسرائيلي يتم تشكيل وفد من "مُنظّمة التحرير الفلسطينية"، ولا يُمكن اختصار الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي بمحطة، والقرار السياسي هو لمُنظّمة التحرير الفلسطينية".
وشدّد على أنّه "نحن مع الوحدة الفلسطينية، والرأي العام الدولي، كان يُعتبر أنّ حركة "حماس" ارتكبت جرائم، فيما الاحتلال الإسرائيلي هو الذي يرتكب المجازر"، آملاً من "المُشاركين في القمة العربية المُقبلة، التي ستُعقد في المملكة العربية السعودية بتاريخ 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2023، والتي تتزامن مع الذكرى الـ19 لاستشهاد الرئيس ياسر عرفات، أنْ يكونوا أوفياء لهذه الدماء، وحقن دماء الفلسطينيين الأبرياء، والوقف السريع للعدوان، والشعب الفلسطيني يُريد كل الدعم، وعدم الطعن بقضيتنا الفلسطينية".
وأمل أنْ "تكون هذه المعركة الأخيرة لتحرير الأرض من الاحتلال، وتكشّفت الحقائق، بأنّ الاحتلال المدعوم أميركياً وأوروبياً وتخاذل بعض الأطراف المُتعدّدة، يرتكب المزيد من الجرائم بحق الأبرياء، ويسعى إلى تهجير أبناء غزّة، لأنّ هناك حقول الغاز على عمق 600 متر فقط بكميات كبيرة وبأقل كلفة، لذلك احتل أرييل شارون غزّة في العام 2000، وهي تشكّل عائقاً أمام إنشاء قناة "بن غوريون" كبديل عن قناة السويس، حيث يعمل الاحتلال على تهجير أبناء غزّة إلى سيناء، وتهجير أبناء الضفّة الغربية، بهدف تقليص عدد الفلسطينيين من 7 ملايين للإلتحاق بـ7 ملايين في الشتات وتوزيعهم على الدول العربية والغربية، وعدم إبقائهم في لبنان وسوريا، لذلك كانت أحداث مُخيّم اليرموك في سوريا، وسائر المُخيّمات الفلسطينية في الشتات، كما تمَّ وقف البحث عن الغاز في المياه اللبنانية بطلب أميركي".
وأشار إلى أنّ "فلسطين أصبحت عضواً في "المحكمة الجنائية الدولية" بعد دخول دولة فلسطين إلى الأُمم المُتّحدة كعضوٍ مُراقب، والرئيس محمود عباس وقّع في 31 كانون الأول/ديسمبر 2014 العديد من الاتفاقات للدخول إلى المُنظّمات الدولية، ومن بينها "المحكمة الجنائية الدولية" التي أصبحت فلسطين عضواً فيها اعتباراً من 1 نيسان/إبريل 2015، واستنفدنا في "نقابة الصحفيين الفلسطينيين" عبر "الاتحاد الدولي للصحفيين" من ذلك بتقديم شكاوى بحق الاحتلال الإسرائيلي لاستهدافه صحافيين فلسطينيين، ووافقت "المحكمة الجنائية" على ذلك، قبل جريمة اغتيال الشهيدة شيرين أبو عاقلة، وعندما حصلت الجريمة ضُمّت إلى الملف"، مُناشداً "النقابات الصحفية في لبنان لتقديم شكوى بجريمة اغتيال الشهيد الصحافي عصام عبدالله".
وأوضح أنّ "تأخّر انضمام فلسطين إلى"المحكمة الجنائية الدولية"، لكونه يحق لمَنْ يتم مُقاضاته على جرائمه، مُقاضاتك على هذ الجرائم، وعندما تقرّر ضم فلسطين إلى المحكمة، كُنتُ مع الرئيس محمود عباس في مملكة البحرين، وارتكب الاحتلال مجزرة الشجاعية بتاريخ 19 تموز/يوليو 2014، فأخذ الرئيس "أبو مازن" مُوافقة خطية من رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل وأمين عام "حركة الجهاد الإسلامي" رمضان عبدالله شلح، حتى لا يقوم أحد من الاحتلال الإسرائيلي بمُقاضاتهم، وهذه هي الشراكة الحقيقية، واليوم نتعرّض لإبادة جماعية، ويُمكن لمَنْ يحمل جنسيات مُتعدّدة المُسارعة إلى رفع شكاوى ضد مسؤولين في الكيان الإسرائيلي، داخل الدول التي يحملون جنسيتها". 
وشدّد على أنّ "الولايات المُتّحدة الأميركية تسعى للإلتفاف على المحكمة، لأنّ القانون يُحاسب على الشركات المنتجة للأسلحة، والتي هي أميركية، كما ثبت في جريمة اغتيال الصحافية شيرين أبو عاقلة". 
ورأى أنّ "ما يجري بعمليات من قِبل الفصائل الفلسطينية في لبنان، هو ضمن سقف مُوحّد، هو غرفة عمليات مشتركة برئاسة "حزب الله"، لضمان عدم الخرق، لدعم النضال الفلسطيني، ولن يكون الفلسطيني مُنفرداً، وهم لواء مُوحّد في الدفاع الفلسطيني واللبناني عن فلسطين".
 وختم زعيتر بالقول: "نحن مع شمولية المُقاومة في فلسطين ولبنان، وربما قريباً ستُشارك أحزاب مسيحية لبنانية في المعركة، وما يُؤخّر توسيع "حزب الله" لعمليات المُقاومة في لبنان، أنّ هناك مَنْ يطعن المُقاومة في لبنان بظهرها، ويُحاول فتح حسابات معها، وكلمة أمين عام "حزب الله" يُتوقّع أنْ تضع الخطوط الاستراتيجية، التي إذا ما تجاوزها الاحتلال الإسرائيلي، يكون التعامل معها وفق ذلك، ولن تغيّر البوارج الأميركية في المُعادلة، فقد أعدَّ "حزب الله" العُدّة لها، وربما تتجاوز المعركة لبنان والمنطقة، والجانب الإيراني لن يدخل بشكل مُباشر، بل يدعم حركات المُقاومة في لبنان وفلسطين وسوريا والعراق واليمن".