بأقلامهم >بأقلامهم
لماذا نكتب؟
جنوبيات
سؤال يتبادر الى أذهاننا ونحاول معرفة الإجابة، لكن الأمر يحتاج الى الدخول الى ذواتنا، واكتشاف السبب الحقيقي، والدافع للجوء الى القلم والورقة، للتعبير عن أفكارنا وآرائنا، هل نكتب لعدم قدرتنا على التعبير امام العامة؟ أم نكتب لتأكيد الذات على القدرة على الإبداع؟ أم نكتب لأسباب نحن نجهلها لعدم معرفة انفسنا؟ ام نكتب ونكتب لإكتساب الخبرة والحكمة التي يبحث عنها الجميع؟
في الواقع تختلف حياة الكاتب عن الآخر من غيره من الأفراد، فهو يميل الى العزلة الإجتماعية التي تساعده على القراءة وتعميق معرفته وثقافته، فهو يرى ما لا يراه الآخرون اي لديه نظرة ثاقبة تهز وجدانه وتزلزله احيانا، وتدفعه الى بلورة الفكرة التي يريد التعبير عنها بكل موضوعية ذلك للتعبير عن الواقع المعاش، وإلقاء الضوء على آراء لم تكن بمتناول الأيدي، لذا يعيش الكاتب ما لا يعيشه الآخر انه يعيش الخيال والواقع معاً ويحاول ان ينقل الحقيقة الإجتماعية بكل شفافية وقناعة مع نفسه، يكتب ويدون الأحرف والكلمات النابعة من مخيلته وعقله على الأوراق ويشعر بالقدرة على التأثير أو التغيير، فهو يهدف الى إلقاء الضوء على الفكرة بالدرجة الأولى، وبالتالي تأكيد حقيقة الأمور الواقعة في الحياة الإجتماعية المعيوش.
من جهة ثانية يحاول عدد من الكتاب أن ينافسوا غيرهم من الكتاب في كتابة افلام درامية وكلاسيكية وغيرها، يسعوا بكل ما أوتيوا من قدرات وطاقات الى أن يحدث من خلال كتابتهم إختلافاً نوعياً للواقع بأسلوب سلس ومحبب، كل ذلك في سبيل التطور والتقدم واحداث تغييرا لما هو عليه، ولما لغيرهم من الناس اللذين يرون هذه الأعمال الأدبية والروائية وغيرها، فهل من يقدّر هذه الأعمال في مجتمعاتنا أم أن هذه الأعمال تبقى دون تقدير في المجتمع؟
أخيراً يقول وليم شكسبير "عندما لا تجد أحداً يسمعك أكتب فالورقة كفيلة بأن تنصت لك". فالكتابة شخصية وفردية جداً وتنبع من قرار ذاتي وهي بنت التجارب المتراكمة واليومية ووليدة المشاعر المتناقضة.
اي ان الكاتب يجد في الكتابة سبيلاً للتعبير ولقول ما لا يمكنه قوله في الواقع، كما ويشعر بلذة عارمة عند انتهائه من صياغة النص الذي يعمل عليه، ويشعر بأنه قادر على التعبير فحبه للكتابة يدفعه الى الإقبال على القلم والورقة، وإخراج كل افكاره وآرائه التي يعتبرها دافعاً لإحداث انقلاباً او تغييراً لمجتمعه الذي يعيش فيه بكل سلبياته وواقعه المعاش.