بأقلامهم >بأقلامهم
"لولا البلاء"!
جنوبيات
لولا الوفاء بالوعود والإخلاص بالعهود، لما هان الصّعود.
ولولا المواقف الصّادقة لما عرفنا الطّريق القويم.
فما أحوجنا في هذا الزّمان إلى أخوّة صالحة، وقلوب محبّة صافية، ونفوس طيّبة مطمئنّة، وأرواح شفّافة متآلفة، ونوايا طاهرة نقيّة، وأخلاق رفيعة سامية، في زمن تتبدّل فيه الأشياء شكلًا ومضمونًا.
إنّ الله لا يبتليك بشيء إلّا وفيه خير لك، حتّى وإن ظننت العكس.
أرح قلبك "فلولا البلاء لما كان الرّخاء".
ولولا البلاء لكان يوسف مدلّلًا في حضن أبيه، ولكن مع البلاء أصبح عزيز مصر.
أفنضيق صدرًا بعد هذا؟
كونوا على يقين مطلق أنّ هناك شيئًا جميلًا بعد الصّبر سيبهركم وينسيكم مرارة الألم.
فقد قال الشّاعر:
"الصّبر مثل اسمه مرّ مذاقته.. لكن عواقبه أحلى من العسل".
اللهمّ يا ربّ الحظوظ، وربّ القلوب، وربّ الأمل، وربّ الذين غفلوا عن كلّ الطّرق إلّا عنك، وربّ الذين مات رجاؤهم إلّا بك، وربّ الذين ما مالوا إلّا إليك، تولّنا فيمن تولّيت، ولايةً تغنينا بها ونكتفي، فلا يضرّنا ضارٌّ ولا يمسّنا وصبٌ ولا نصب. أنت وليّنا يا ربّ في الدّنيا والآخرة، وأنت نعم المولى ونعم النّصير.
اللهمّ لا تكلنا إلى من لا يرحم اضطرارنا ولا يقبل اعتذارنا ولا يجبر انكسارنا.
اللهمّ لا تكلنا إلّا إليك، واجعل اعتمادنا كلّه عليك يا ربّ العالمين.
اللهمّ يا مقسّم الأرزاق، يا من عرج إليه أحبّ الخلق على البراق، اسقِ أحبّتي من ماء الجنّة الرّقراق، وارحمهم يوم تتناثر الصّحف والأوراق، وأذقهم في الفردوس الأعلى أحلى مذاق، وارفع درجتهم يوم التّلاق.
اللهمّ أنت العالم بسرائرنا فأصلحها، وأنت العالم بحوائجنا فاقضها، وأنت العالم بذنوبنا فاغفرها، وأنت العالم بعيوبنا فاسترها، يا جواد، يا كريم، يا الله...
آمين يا رب العالمين...