زياد العسل_ خاصّ" جنوبيات" 

حسمَ البطريرك مار بشارة بطرس الرّاعي موقف البطريركية،من ملفّاتٍ وأمور تشغل الرّأي العام، لعلّ أبرزها تلك المتعلقة باللغط الحاصل فيما يتعلق ب"لمّ الصواني"، التي أوضح فيها أنه كان يقصد الأسر الأكثر فقرًا في الجنوب، كما غيره من المناطق اللبنانية، واعتبار ذلك جزءًا من المسؤولية الأخلاقية والكنسيّة، وطقسًا من طقوس المسيحية الملتزمة بالإنسان في أعتى الأزمات، كما كان واضحًا في موقفه الحاسم في رفضه اي تعيين بغياب رئيس الجمهورية، حيثُ يُنقَلُ عن الراعي قوله" من المعيب التفكير في عدم التمديد  لقائد الجيش في هذه الأيام الصعبة".

الأمر محسوم في بكركي لجهة عدم الحؤول في الفراغ، أو تسليم ونقل الصّلاحيات هنا او هناك، وقد حشدَ الرّاعي مجموعة كبيرةً من الأصوات المؤيّدة لخطوات التّمديد، وعدم الوقوع في شبح جهنّم الفراغ، ولعلّ تداعي المؤسسات وقراءة بكركي لطبيعة المشهد المعقد، وعدم إمكانية قريبة لجلوس القوى المركزية في البلاد، على طاولة انتخاب رئيس جديد، من العوامل التي ساهمت في القرار الواضح، عطفًا على ذلك تأتي الأحداث التي تحصل في الإقليم لتزيدَ حرصَ الدّيمان قلقًا.

وفق المعلومات أن بكركي لا تقفُ في تموضعٍ سياسيٍّ معيّن في هذه الأزمة، وإنما تطالب بانتخاب رئيس وانجاز الاستحقاقات المطلوبة، خاصة في ظل فراغ رئاسة الجمهورية وحاكميّة المصرف المركزي، الأمر الذي لم يعدْ واردًا عند الراعي أن تفرَغُ المؤسسة العسكرية، وتكون المواقع المارونية بذلك شبه شاغرة.

لا تغيير للضّباط في المعارك الكبرى، هكذا يصفُ الراعي اي استبدالٍ او تغييرٍ في هذه المرحلة الحرجة. فهل يطولُ الشّغور، أم أنّ درب الجلجلة باتت في خواتيمها؟