‎الجمعة 24 11 2023 10:07 زياد العسل

زياد العسل – خاصّ "جنوبيات" 

 

على وقع الأحداث العاصفة في غزّة، والتي أثبتت الوهن والضعف الذي يسيطر على العقل الإسرائيلي وسوء تقدير رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للمشهد الفلسطيني، وللقوة المتشكلة في وجه الكيان على أكثر من صعيد، ووسط هذه الضحالة والغباء الاستراتيجي، ثمّة ترقّب لما ستؤول إليه الأحداث جنوباً، وما بعد ذلك من ملفّات، ولعل الزيارة القريبة للموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان تُطلق نداءً فرنسياً أخيراً في آذان المتصارعين على "جنّة بعبدا" وفق مصدر متابع للزيارة.

ويؤكد المصدر أنّ هذه الزيارة قد تكون الأخيرة، بعدما طفحَ كيلُ الفرنسيين وأولهم لودريان، من التصلّب الحاصل عند القوى اللبنانية، وخاصة منها "المارونية"، كاشفاً أنّ هذه الزيارة ستكون مختلفة من ناحية "الصرامة" في حسم الاتفاق على اسم الرئيس الجديد، للخروج من المأزق المؤسّساتي والشغور الذي يعصف بكلّ إدارات ومرافق الدولة، وقد كان للفرنسيين محاولات سابقة مع منسّق المساعدات الدولية من أجل لبنان، السّفير بيار دوكان، والذي يهتم أيضاً بالتواصل والمفاوضات مع صندوق النقد الدولي، ولكن العنجهية والطموح لكرسي بعبدا، والذي بات أشبه بمرض عضال وفق المصدر، حال دون نجاح هذه المبادرة وسواها، وهو ما سيُحسم في المرة المقبلة.

ويلفت المصدر إلى أنّ لغة لودريان ستكون لغة تحذيرية ونهائيّة على صعيد الحسم، قبل توقف باريس عن لعب أي دور في المفاوضات القائمة ومساعي إنتاج الحلول، حيثُ إن العناد وفق رؤية الفرنسيين لن يؤدّي فقط إلى فشل إنتاج تسوية رئاسية، بل سيدفع الهكيل برمّته إلى الانهيار على رأسِ المتصارعين على ما تبقى من حضور لبنانيٍّ مؤثّر ودور ريادي.