بأقلامهم >بأقلامهم
"المصابيح الصّغيرة"!
إنها كلماتٌ... تُبهجُ النّفوسَ، وتُفرحُ العبوسَ!
ففي خوضِنا في محطّاتِ الكلامِ، على مرِّ الزّمانِ والمكانِ، نتلمّسُ بصيصَ النّورِ من فوّهةِ ثورةِ البركانِ، علّنا نستضيءُ من ظلمِ الأهوالِ، فتتغيّرُ الأحوالُ، ويصبحُ المجالُ متاحًا لبلورةِ الآمالِ.
ومن منطلقِ الصّحوةِ، وردمِ الهوّةِ، وبعيدًا عن فرضِ الخوّةِ من سياساتِ القهرِ والإذلالِ، نستنهضُ الهممَ لعلّه يتّسعُ المجالُ لحلوِ الخصالِ أن تبقى دائمًا على البالِ. فالتشاؤمُ يجعلُ الفرصَ المتاحةَ صعبةَ المنالِ. أمّا التفاؤلُ فإنّه يجعلُ من الصِّعابِ فرصًا تُغتنمُ وتُنفَّذُ.
أجملُ الناسِ مَن يجعلُك تبتسمُ حين يعرفُ أنّك بحاجةٍ للابتسامةِ.
صحيحٌ أنّه لا يمكنك إيقافَ الأمواجِ ولكن يمكنُك أن تتعلّمَ السّباحةَ. هكذا هي الحياةُ أحيانًا، وغالبًا ما نتعرّضُ لشدّةِ المواقفِ في الزّمنِ الصّعبِ.
لا يمكنك التحكّمَ بما يحدثُ لك، ولكن يمكنك دومًا التحكّمَ بردودِ أفعالِك.
فهناك مواقفٌ تجبرُك أن تضعَ حواجزَ لمن حولك، ليس اقتناعًا منك، بل درسًا من كتابٍ لستَ مُلزمًا بقراءتِه مرّةً أخرى.
ومن منطلقِ الأملِ بغدٍ أفضل نقولُ:
"إنّ الرائعين يطرقون بابَ خواطرِنا في كلِّ لحظةٍ". وعندما يصمتُ اللّسانُ، فإنّ أجملَ ما يبرّرُ صمتَه قلبٌ يدعو بأن نكونَ دائمًا بألفِ خيرٍ.
ومن منطلقِ خبرةِ الكلمةِ الطيّبةِ وانعكاسِها على متطلّباتِ الأمورِ في زمنِ النّحتِ في الصّخورِ، نتلمّسُ شعلةَ النّورِ من وجوهِ أهلِ الخيرِ المحبّين لبلدِهم والسّاعين دومًا للمساعدةِ وإن كانوا قلّةً.
لهؤلاء نقولُ:
"الطيّبون مصابيحُ صغيرةٌ
لكنّ نورَهم يضيءُ العالمَ بأسرِه".
إنّها كلماتٌ تبعثُ الأملَ في النّفوسِ المتعبةِ، وترسُمُ البسمةَ على الوجوهِ العابسةِ. علّنا نحظى بقادةٍ ينتفضون من أجلِ البناءِ، ورفعِ العَناءِ عن الباقي من الأحياءِ...
لأجل ذلك نتضرّعُ إلى ربِّ السّماءِ!
القاضي م جمال الحلو