أكد الأمين العام لـ"التنظيم الشعبي الناصري" النائب الدكتور أسامة سعد أن "الإعلام الحرّ الرافع لرايات الحق والحقيقة، والمنحاز لقضايا الشعوب وحقّها في الكرامة الانسانية، سلاحٌ فعّال في معركة شعوب الأمة العربية وهي تخوض معاركها المتعددة ضدّ الصهيونية والعنصرية والقهر والاستبداد والتفتيت والطائفية والمذهبية".
كلام النائب سعد جاء خلال لقاء تضامني جرى في "مركز معروف سعد الثقافي" في صيدا، بدعوة من إعلاميي صيدا والجنوب، تكريماً لشهداء الإعلام الذين ارتقوا على أرض الجنوب، واستنكاراً لحجب قناة "الميادين" من قبل الكيان الإسرائيلي.
حضر اللقاء إلى النائب سعد، النائب الدكتور عبد الرحمن البزري، أسامة الأرناؤوط ممثلاً رئيسة مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة السيدة بهية الحريري، الشيخ زيد ضاهر ممثلاً حزب الله، بسام كجك ممثلاً حركة أمل، نائب رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية في لبنان الدكتور بسام حمود، الأمين العام للحزب الديمقراطي الشعبي محمد حشيشو، نبيل الزعتري، وممثلو أحزاب لبنانية وفصائل فلسطينية، ورجال دين، وحشد من الإعلاميين فضلاً عن عوئل الشهداء الإعلاميين الذين ارتقوا على أرض الجنوب اللبناني.
بداية اللقاء كانت مع النشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، تلتهما كلمة لعريف اللقاء الصحافي محمود زيات، الذي أشار إلى أن الهدف الأساسي للقاء هو "التضامن مع زملاء أحبّاء.. كانوا بيننا قبل أيام، في ميادين المواجهات الدائرة في الجنوب اللبناني، وشجباً لحجبِ قناة الميادين من قِبل الكيان الإسرائيلي، تزامناً مع فصلِ جديدِ وبشع، من فصولِ الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعبُ الفلسطيني في قطاع غزة، وعلى امتداد خارطة فلسطين، منذ خمس وسبعين سنة".
ثم تحدث النائب سعد، موجهاً التحية إلى "ذكرى الشهداء الإعلاميين، والتقدير والاحترام لشهداء الصحافة الذين فقدناهم في أرض الجنوب أرض العزّة والكرامة والصمود الذين قدّموا أرواحهم في سبيل نقل الحقيقة والتوثيق والتقارير الصحفية"، مستذكراً "بكل فخر واعتزاز تضحياتهم وشجاعتهم في مواجهة الصعاب والمخاطر التي تلوح في سماء العمل الصحفي".
وشدّد على أن "قتل الصحفيين لم يكن خطأً أو مصادفة سيئة بل كان عمدًا وعن سابق إصرار وتصوّر يختفون وراء سواتر، بل كانوا يقفون في أرض وكانوا يعتقدون أنهم محميون بالكاسك والسترة المكتوب عليهما كلمة صحافة، ومؤمنون بالقانون الدولي الإنساني الذي يحمي الصحفيين في حالات النزاع المسلّح".
وأكد أن "استمرار العدو الصهيوني باستهداف الصحفيين هو انتهاك صارخ، وخرق فاضح للقانون الدولي الإنساني والمعاهدات والإتفاقيات الدولية، وتهشيم لحقوق الإنسان، كما أن استهداف المراسلين والمصورين الممنهج لن يخفي ولن يغيّب الحقيقة الصادقة والصادمة في آنٍ معاً، لأنه إن كان يزعم العدو الصهيوني أنه إنْ قتلَ الصحفيين الذين هم شهودٌ على ما يجري يكون قد قتل الحقيقة فنقول له كلا، لأنّ قتْلَ الشهود لا يقتل الحقيقة، ولا يطمس جرائم الحرب والإبادة التي يقوم بها العدو".
ورأى أنه "ليس بالأمر المستغرَب أن تستهدفَ اسرائيل قناة الميادين بقتلِ إعلامييها وبمنعها من البثّ داخل فلسطين المحتلة. وهي القناة التي تحمل بالصُوَر والتقارير قضايا الشعب الفلسطيني ومعاناته، وهي التي تساندُ بصدقٍ نضالاته ومقاومته وهو يواجه أشرس عدوان همجي عنصري عليه"، داعياً إلى "مواصلة
العمل من أجل الدفاع عن حرية الصحافة وحق الناس في الوصول إلى المعلومات ونشرها ، ونواصل النضال من أجل مستقبل يكون فيه الصحفيون في أمان، لأن الإعلام الحرّ الرافع لرايات الحق والحقيقة، والمنحاز لقضايا الشعوب وحقّها في الكرامة الانسانية، سلاحٌ فعّال في معركة شعوب الأمة العربية وهي تخوض معاركها المتعددة ضدّ الصهيونية والعنصرية والقهر والاستبداد والتفتيت والطائفية والمذهبية".
بدوره، ألقى المناضل صلاح صلاح كلمة بإسم "فلسطين الأبيّة"، مشدّداً على أن "الإعلاميين صوت الحق والحقيقة"، ومعرباً عن تضامنه معهم ومشاركتهم المقاومة في الميدان ضد الكيان الصهيوني العنصري، الذي يستهدف الصحفيين كما يستهدف أي مقاتل في ميدان المعركة، لأنه يخاف كاميراتهم التي تفضح جرائمه، وترهبه كلماتهم لأنها تنطلق للعالم من تحت الأنقاض، فتحرك الضمائر الحية عند الشعوب التي تقدر الإنسانية.
وإذ رأى أن "العدو الصهيوني مربك، يقتحم قطاع غزة ظناً منه أنه يمكنه تحقيق انتصار يغطي هزيمته المدوية في غزة، إلا أنه وجد نفسه أمام خسائر كبيرة يتكبدها بجنوده وآلياته، رغم ذلك لا تزال القيادة الصهيونية الفاشلة تزعم بأنهم سيقضون على "حماس"، وسيحررون أسراهم"، اعتبر أن "قوات الاحتلال لم يتعلموا الدرس.. ولم يقتنعوا بأنه سيعودون مهزومين مكسورين من غزة، وهذا لأن المقاومة استمرت وتصاعدت الثورة. وبوتيرة أعلى، لأن الإسرائيليين يواجهون شعباً مناضلاً مقاوماً معطاءً واختبر ومارس كل أشكال النضال ضد هذا العدو الغادر المجرم".
وأمل ختاماً بـ"العودة إلى فلسطين لأن هذا الثمن الباهظ الذي ندفعه هو الذي يعبد طريق التحرير والعودة، مدعوماً بالمقاومة التي تزداد قوة وفاعلية وتماسكاً.. لقد انتهت مرحلة الرهان على المفاوضات والحلول الاستسلامية الفاشلة".
بدوره، ألقى والد الشهيدة الصحافية فرح عمر، هشام عمر كلمة عوائل الشهداء، مشيراً إلى أنه "لم أكن أتوقع يوماً أن أقف في هذه المدينة، مدينة الشهداء صيدا، وبوابة العبور إلى الجنوب المقاوم، وفرح وعصام وربيع لهم حصة فيها، فقبل استشهادهم مرّوا من هنا من صيدا، أنتم المقاومون ونحن نعتز بكم". وأكد أن كريمته الشهيدة فرح "تأثرت كثيراً بالمجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني في غزة، وكان توجّهها صادقاً، كما كانت رسالتها الأخيرة تأكيد صمود أهل الجنوب، ولأنها كانت قريبة من المقاومة لهذا كانت هدفاً لإسرائيل وتم اغتيالها مع أصدقائها".
وتابع "في الحروب السابقة تعودنا أن العدو الإسرائيلي عندما يبدأ بتوسيع استهداف المدنيين والحجر، ذلك يعني أنه خسر، لقد عشنا سابقاً التهجير، ولكننا اليوم لن نعيش المذلة.. وللعرب المطبعين أقول: لقد طبّعتم العلاقات مع إسرائيل، لكن من المستغرب أنكم لم تتخذوا أي موقف لإيقاف هذه الحرب، فأي إذلال كبير تعيشونه!".
الزميل محمد صالح استلم زمام كلمة الصحافيين، موجهاً التحية والسلام إلى فرح، ربيع، عصام وحسين الذين انغرست دماؤهم الطاهرة في هذه الأرض الطيبة، ورفرت أرواحهم فوق ثرى الجنوب، لتنبت باكراً وروداُ ورياحين برائحة الشهادة".
وقال: "عندما انخرطنا في مهنة الصحافة ودخلنا في هذا المعترك وفي هذه المنطقة تحديداً من لبنان صيدا والجنوب، كان العدو الإسرائيلي يقوم باعتداءاته على الجنوب وعلى المخيمات الفلسطينية، وكان القسم الأكبر من عملنا اليومي في النهار والليل نقل وقائع العدوان وحيثياته بكافة التفاصيل بالكلمة والصورة".
وأكد أنه "بالنسبة إلى إعلاميي منطقة صيدا والجنوب، لم نكن يوماً على الحياد في الصراع مع العدو الإسرائيلي، ولن نكون، فنحن أبناء هذه الأرض، لذا لا يمكن أن نكون على الحياد في معركة بين الحق والباطل، وقد نختلف في وجهات النظر حول أي قضية داخلية، إلا في مسألة الاحتلال الاسرائيلي لأرضنا في جنوب لبنان وفلسطين، فنحن هنا كما هناك في فلسطين الحبيبة مع أهل الارض وحقهم في أرضهم وبناء دولتهم وفق ما يشاؤون ويريدون".
وختم: "هكذا نحن الاعلاميون هنا في هذه المنطقة، جيل يسلّم الراية إلى جيل.. يسقط منا شهداء أو جرحى، لكن الراية لا تسقط، فسلام الى الشهداء الأحياء، شهداء مكللة رؤوسهم بالغار، وسلام إلى الميادين التي حجبوها، وهذا أمر طبيعي من الاحتلال لقناة تموضعت وتماهت والتصقت بالمقاومة وبقضية الشعب الفلسطيني وحقه الطبيعي والتاريخي في أرضه".
وكلمة الختام ألقتها الإعلامية في قناة "الميادين" رانيا الإبراهيم، حيث قالت: "نلتقي اليوم في تضامن مع الجسم الإعلامي أمام حرب الاستهداف المتعمد الذي يتعرض لها وتشنها عليه قوات الاحتلال الاسرائيلي بغطاء وموافقة بل ومشاركة غربية وعلى رأسها الولايات المتحدة. لا اتحدث عن حرب الإبادة التي تشن في قطاع غزة المحاصر في أرضنا المحتلة فلسطين ... فهذا أمر مفروغ منه وانما حرب ضد الصحفيين".
وتابعت: "غرب شريك نقولها بوضوخ في جرائم العدو بحق الإعلام و الإعلاميين، فقبل يومين قالت الخارجية الأميركية: ليس لديها معلومات تشير إلى أن الحكومة الإسرائيلية تستهدف الصحفيين في هذا الصراع كما وصفته... تخيلوا.. وهي نفسها أميركا التي تصدر رئيسها الشاشات مدعياً أنّه رأى صور أطفال مقطوعي الرأس، ومتهما المقاومة الفلسطينية بأنها فعلت ذلك، وتبيّن كذبه، لكن لماذا فد يفعل رئيس أميركا هذا لانه يحتاج لرواية بل لسردية ... يبني عليها حرب الابادة المستمرة في غزة".
واعتبرت أنها "معركة السردية التي تربحها فلسطين، والتي دفعت وكالة رويترز إلى أن تغيب اسم قاتل الزميل عصام عبدالله منذ إعلان خبر استشهاده، وهي نفس المعركة التي تدفع إعلاما عربيا يسمي فريق الميادين الذي اغتالته اسرائيل بشكل متعمد بطائرة مسيرة بقتلى وليس شهداء، لذلك هي معركة مفصلية ويشكل الإعلام رأس حربة فيها لذلك كان التضييق على الميادين ومن ثم حظرها في أرضنا المحتلة فلسطين بقرار من مجلس الحرب الإسرائيلي وبعدها قرار قتل فريقنا في جنوب لبنان، لكننا مستمرون ثابتون متجذرون".
وختمت بأنها "معركة الامة التي دخلت محطة مفصلية في السابع من أكتوبر، مع محطة عرّت الجميع وفرزت الكل وبددت وهم الدعاية الغربية بأن إسرائيل الحمل الوديع وواحة الحريات في محيط متوحش ، كما بددت وهم أن الغرب قلعة الحضارة وحقوق الإنسان، وأنّه معني بشعوب وطننا العربي كما أرادوا يوهموننا في ماسمي الربيع العربي، وأن إسرائيل لا تهزم، وأنّ لا صوت لنا، وإذ بصوتنا يملا العالم وتخشاه الحكومات الغربية ومعه اسرائيل وتحاول إسكاته. نحن مستمرون فالميادين لم تنطلق بقرار اسرائيلي حتى تتوقف بقرار اسرائيلي أو أميركي أو لبعض نظام عربي رجعي.. هو عهد لدماء الشهداء هو عهد مع أحرار العالم أننا ماضون مستقرنا فلسطين الحبيبة محررة".
