قال الرئيس بايدن كلمته في حكومة نتنياهو وعبّر عن قلقه على سمعة أميركا وموقعها بسبب موقفها مما تقوم به هذه الحكومة. وأرسل مستشاره للأمن القومي جايك سوليفان الى اسرائيل. قبل وصوله وخلال محادثاته مع مسؤولي "الحكومة الأكثر تطرفاً في تاريخ اسرائيل" كما قال "معلمه"، وبعدها انهالت تصريحات قادة الحرب العنصرية الهمجية البربرية على غزة والضفة في تحد واضح لبايدن وموقفه.
- رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو: "من لا يصمد أمام ضغوط واشنطن لا يستحق أن يكون رئيساً للوزراء. سنستمر في الحرب حتى النهاية وتحقيق النصر والقضاء على حماس. لن يوقفنا أي شيئ بما في ذلك الضغوط الدولية".
- وزير الخارجية إيلي كوهين: "اسرائيل ستواصل حربها على حماس سواء بدعم المجتمع الدولي أو بدونه. وقف إطلاق النار سيكون هدية لحماس وسيسمح لها بتهديد سكان اسرائيل مرة أخرى"!!
- وزير الدفاع يوأف غالانت: "ابلغت سوليفان أن تفكيك حماس يتطلب عدة اشهر لذلك سنواصل الحرب واسرائيل بحاجة الى استمرار الدعم الأميركي في حربها للقضاء على حماس".
- وزير الأمن القومي بن غفير: "أحيي اقتحام جنود الاحتلال مسجداً في جنين وترديدهم أغاني "الحانوكا" من على منبر المسجد وأرفض رفضاً قاطعاً اتخاذ أي إجراءات تأديبية ضدهم وهم يضحّون بحياتهم من أجل شعب اسرائيل. المساجد أصبحت مركزاً رئيساً للإرهاب"!!
- عضو مجلس الحرب في الحكومة جدعون ساعر: "من المهم الحفاظ على حكومة الطوارئ في فترة الحرب. تفكيك حكومة الحرب يفيد حماس وحزب الله وإيران"!!
- وزير التراث عاميحاي إلياهو كان دعا الى "محو غزة بقنبلة نووية"، يقول اليوم: "يجب احتلال قطاع غزة بالكامل".
- سفيرة اسرائيل في لندن تسيبي هوتوفلي: "لا يمكن تطبيق حل الدولتين في فلسطين. حان الوقت ليدرك العالم أن معادلة أوسلو ماتت في 7 أوكتوبر الماضي"!!
- نواب من الليكود هدّدوا بمعارضة الموازنة إذا لم تشمل مصادرة أموال السلطة الفلسطينية!!
هذه نماذج من التصريحات الاسرئيلية التي حملت ردوداً على بايدن ومواقفه الداعية الى حماية المدنيين والعمل على حل الدولتين والمنتقدة لتفلّت اسرئيل. فماذا سيفعل؟؟ قال: "أنا لم أدع الى وقف الحرب. دعوت الى الأخذ بعين الاعتبار حماية المدنيين"!! مجدداً هو يقول بوضوح ويعترف بجرائم اسرائيل في حفلة قتل جماعي للمدنيين وبأن القذائف التي استخدمت لم تكن موجهة ولذلك حصدت هذا العدد الكبير من الضحايا الأبرياء والشهداء من أطفال ونساء وشيوخ وجرحى في المستشفيات وعجزة. لقد تورطت أميركا في هذه الحرب منذ البداية وتبنّت كل ما قاله أركان عصابة الإرهاب وباتت واسرائيل في متاهة واحدة مع الإشارة الى قلقها الواضح المعلن من انحرافات نتنياهو وسعيه "لإطالة" أمد الحرب لحماية موقعه وبقائه في السلطة. وهو بارع في المناورة والكذب ويحاول بأي ثمن التخلّص من المسؤولية وتحميلها للجيش ويحتمي بطبيعة الحال بزملائه الإرهابيين بن غفير وسموتريتش وغيرهما. ويبدو الرئيس بايدن حتى الآن في حال من الضياع والإرباك. لقد صفعه "حلفاؤه" وأرباب اسرائيل التي جاء من أجلها وهو يفاخر "بأنه صهيوني أكثر من الصهاينة" و"بأنه ليس ضرورياً أن تكون يهودياً لتكون صهيونياً" وليس قادراً على تحقق أي فكرة من الأفكار التي طرحها. ثمة إجماع حول النظرة الى السلطة الفلسطينية، لا يريد أحد في اسرائيل الإصلاح فيها. يريدون الاجتياح والاجتياح والاجتياح لكل فلسطين والسلطة وما فيها وما تبقّى منها، رغم أنها قمعت مظاهرات في الضفة ناصرت المقاومة في غزة!! وما يجري في الضفة اليوم خير دليل على ذلك.
أما الخارجية الأميركية فقد أعلنت: "شاهدنا فيديو غير مناسب لجنود اسرائيليين يقرأون تراتيل يهودية داخل مسجد في جنين. نحن نشعر بالقلق"!! كلام يدين بايدن وإدارته. فهم شاهدوا على مدى شهرين ونيّف الجنود الاسرائيليين يقتلون يدمّرون يرتكبون كل الفظائع وجرائم القتل الجماعي، الأطفال والنساء بالآلاف تحت الأنقاض، استباحوا المستشفيات والحرمات والحيوات وكل شيئ. فهل كانت تلك الصور تعبّر عن "عمل مناسب" وأخلاقي وشاركوا فيها بمدّ الاسرائيليين بالقذائف وتغطية هذه الأعمال وكمّ الأفواه في الجامعات والسكوت الفعلي عن قتل الصحفيين والمصورين وقتل عائلاتهم في غزة خاصة، ألم يشعروا بالقلق يومها؟؟ إذا كانت صورة قد أشعرتهم بالقلق، هل فكروا بهذا الشعب الفلسطيني المظلوم المقهور الذي يسكنه الشعور بالقلق منذ عام 48 وهو الضحية ويقتل أبناؤه بالآلاف في جرائم منظمة في الحروب الهمجية وفي غيرها من الممارسات في السجون؟؟ وهل فكروا مرة بأن ما يقوم به هو محاولات دائمة للدفاع عن نفسه وهذا حق له؟؟ وهو قلق منهم ومن سياساتهم عندما يرى قذائفهم تهبط على رؤوس أبنائه وأرضه وتحرق الأخضر واليابس ودباباتهم تجرف كل شيئ وحاملات طائراتهم وغواصاتهم تغطي البحر الأبيض المتوسط لتحاصر قطاع العزّة في غزة وتغطي المحرقة الكبرى بحق الفلسطينيين في دعم مفتوح ومفضوح لاسرائيل وعنوانهم "التمسك بحقها في الدفاع عن نفسها"؟؟
لقد سقطت أميركا سقطة كبيرة في هذه الشراكة. أما فلسطين فهي حق لن يموت. فكيف إذا كان وراءها رجال مؤمنون بواسل أبطال أشداء أقوياء إرادتهم صلبة عزيمتهم قوية إصرارهم لا يردع، يهزّون جبروتهم وحقدهم وإرهابهم وأسلحتهم وغرورهم وظلمهم وقهرهم واستقواءهم واستعلاءهم واحتقارهم لأهلهم وصراخهم يعلو في كل مكان وخسائرهم مذهلة والاميركيون في متاهة مفتوحة وعادوا الى كل ما كنا نقوله: "تنفيذ القرارات الدولية. حلّ الدولتين. ولا أمن ولا سلام ولا استقرار في المنطقة دون حل عادل للقضية الفلسطينية". جواب اسرائيل: مات أوسلو في 7 أوكتوبر. الحقيقة لم يقبلوا أوسلو منذ ولادته. ثم قتلوا رابين. ولاحقاً أبو عمار. ودفنوا الحلول العادلة مئات المرات. يريدون كل فلسطين مهما كلف الأمر والرئيس بايدن يؤكد: "لو لم تكن ثمة اسرائيل لكان من الضروري خلق اسرائيل ما"!!
ماذا سيفعل الفلسطينيون؟؟