الأربعاء 25 كانون الثاني 2017 10:11 ص

شيخ.. أميراً لـ"داعش" في مخيم برج البراجنة؟


* جنوبيات

توازياً مع إحباط مخابرات الجيش اللبناني لمحاولة الإرهابي عمر العاصي (مواليد صيدا 1992) تفجير نفسه في مقهى "الكوستا" بشارع الحمرا، كثرت الأقاويل حول نشاطه والأماكن التي يتردّد إليها، فبينما زعم أولاً أنه فلسطيني الجنسية وتبين لاحقاً أنه مواطن لبناني ينحدر من صيدا، ردّد ثانياً أنه بات ليلته في مخيم برج البراجنة حيث هناك "وجود لمجموعة مبايعة لداعش"، وهو ما وضع المخيم تحت مجهر الرأي العام خاصة لما يمثله من موقع ملاصق لضاحية بيروت الجنوبية.

هناك إجماع لدى الجهات اللبنانية كما الفلسطينية عن أن مخيم برج البراجنة "محصنٌ أمنياً" أمام هذه الظواهر، لكن ثمة من ليس محصن إجتماعياً أمام المعلومات المغلوطة الغير واقعية المستمدة من "مصادر مجهولة" شغلها الشاغل "نشر الإشاعات" في سياق تعتبره المصادر الأمنية "مكان شبهة في الوقت والزمان".

"مجموعة كبيرة من داعش منتشرة في مخيم برج البراجنة".. "مبايعة أمير داعش في مخيم البرج يدعى الشيخ ابو بلال الشيخ".. روايات يتم تداولها وربما تعتدم في الأخبار غداً، يرى فيها مسؤول ساحة لبنان في حركة فتح - الإنتفاضة، السيد حسن زيدان (ابو إيهاب)، "ترهيبية أكثر من كونها واقعية".

ويقول أبو إيهاب، أن "مخيم برج البراجنة يعتبر أكثر مخيم على المستوى اللبناني مغلق أمام الزحف التكفيري" كاشفاً أن "اللجنتين الأمنية والشعبية في المخيم تقوم بشكل دوري بعمليات إحصاء للغرباء الوافدين إليه، من السوريين وغيرهم، من أجل جمع داتا معلومات ضرورية لهؤلاء"، لكنه ألمح إلى "دخول وخروج عدد من المشايخ السوريين من – إلى مخيم برج البراجنة لإهداف دينية نراقبها دون ملاحظة أي خلل ودون أن يستقرّ هؤلاء في المخيم".

وإذ يبدي إستنكاره للحملات التي تشن على اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات، قال أبو إيهاب زيدان أن "الشبهات حول دخول الإنتحاري المفترض إلى مخيم برج البراجنة ومكوثه فيه لليلة واحدة، هي معلومات غير صحيحة لا بل كاذبة" مطالباً بـ"إيضاحات حولها كون مصدرها إعلامي وليس أمني"، مشدداً على أن مخيم برج البراجنة "لن يكون شوكة في خاصرة أهله في الضاحية الذي يتقاسم معهم المصير المشترك ويتمتع مع محيطه بعلاقات أكثر من طيبة".

وختم أبو إيهاب بتأكيد "التعاون والتنسيق الكامل بين الفصائل الفلسطينية كافة وأجهزة الدولة اللبنانية" وعن "إستعداد اللجان الفلسطينية لتسليم أي مطلوب للدولة اللبنانية أياً يكن" وهذا الإستعداد ليس بجديد بل مبني على التنسيق العالي بين الجانبين والحاصل منذ مدة طويلة.

وفي سياقٍ موازٍ، كشفت مصادر أمنية رداً على سؤال لـ"ليبانون ديبايت" حول وجود "أمير لداعش في مخيم برج البراجنة"، عدم صحة المعلومة أبداً، ناقلة أن "مخيم البرج يتمتع بأفضل مسار أمني مقارنةً مع باقي المخيمات".

وأكدت المصادر الأمنية أن "لا مؤشرات أو علامات تظهر وجود خلايا مبايعة لداعش تأتمر بأمير محلي في مخيم برج البراجنة، أو مرتبطة بأمير التنظيم المكلف متابعة الملف اللبناني من الرقة، ابو مالك العراقي أبداً"، في وقتٍ أكدت على تأكيد السيد أبو إيهاب من عدم "دخول الانتحاري عمر العاصي مخيم برج البراجنة قبل ليلة من عمليته، كما تردّد".

وأمام هذا الكم الهائل من المعلومات المغلوطة والغير واقعية، باتت سمعة منطقة كاملة عرضة لـ"التحريف" و "الخطر" نتيجة عدم مسؤولية البعض الذي يرمي الجمل يمنياً ويساراً.

المصدر :ليبانون ديبايت