الاثنين 18 كانون الأول 2023 09:08 ص |
"الشّرفاء..الأحرار" |
* جنوبيات من المعلوم وجوبًا أنّ في مقدّرات الحياة ما يستتبع الوقوف عندها لتبيان كنهها، وتوجّهاتها، واتّجاه مساراتها، وبلورة ماهيّتها.
فمسألة الدّفاع عن شيء معيّن، تحدّد ماهيّة المدافِع والمدافَع عنه، والارتباط الذاتيّ اللصيق بشخصيّة المدافِع وجوهر المدافَع عنه.
فلا يدافع عن الفاسد إلّا الفاسد، فهناك ارتباط شرطيّ بينهما وهو الفساد.
ولا يدافع عن السّاقط إلّا السّاقط لانعدام الأخلاق بينهما.
ولا يدافع عن الشّرفاء إلّا الشّرفاء، لأنّ الشّرف هو كنه حقيقتهم.
ولا يدافع عن الحرّيّة إلّا الأحرار، كون الحرّيّة هي مشعل مسيرتهم.
ولا يدافع عن الثّورة إلّا الأبطال، لأنّ الثّورة هي عمليّة تغيير اجتماعيّة واقتصاديّة وسياسيّة وفكريّة وتحتاج إلى أبطال ثوّار ليقوموا بها.
ولا يدافع عن المظلومين سوى المنصفين العادلين الذين يعرفون معنى الظّلم وانعكاسه على النّفس البشريّة.
ولا يدافع عن الظّالمين سوى الظّالمين الذين باعوا ضمائرهم إلى قوى الشرّ والحقد والكراهية.
ولا يدافع عن السّياسيّين الفاسدين إلّا من امتهن الفساد والاستبداد وإهدار الحقوق.
وفي واقع الأمر كلّ واحد فينا يعلم عمّا يدافع.
ولهذا فإنّ مسار الحقّ وتحقيق العدالة يحتاجان إلى "الشّرفاء الأحرار" الذين اتّخذوا من الإنصاف مركبًا للعبور إلى برّ الأمان والسّلامة وتحقيق العدالة الحقّة على كلّ الصّعد والمستويات.
على أمل أن تكون الأيّام القادمة مطمئنة في إيجاد الحلول على مستوى تحسين أداء المسؤولين لتحقيق أهداف الدّولة بمرتكزاتها على كلّ الصّعد والمستويات الحياتيّة والبنيويّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة والتربويّة والصحّيّة والنفسيّة إلى ما هنالك من أمور تعزّز مكانة الوطن الذي يليق بمواطنيه.
المصدر :جنوبيات |