الثلاثاء 19 كانون الأول 2023 19:20 م |
عرَبِيَّةٌ لُغَتي |
* الدكتور الشاعر وهيب عجمي
سٍحْرٌ تَأَلَّقَ بِالبَيانِ رِداهُ
عَرَبيَّةٌ لُغَتي لِسانُ قَضيَّتي
حَمَلَت زُهورَ مَوَدَّتي أَغْصانُها
أَوْدَعْتُها قَلْبي وَعَقْلي والرُّؤى
وَغَسَلْتُ أَوْجاعي بِطُهْرِ مِدادِها
يا سائِلي عَنْ سِرُّها هذا دَمي
مَنْ ظَنَّها حِبْراً فَقَدْ جَهِلَ الّتي
ساكَنْتُها قَصْرَ الرَّوائِعِ بَعْدَما
غازَلْتُها فَازْدَدْتُ فيها رِفْعَةً
فاضَتْ عَلَيَّ بِعَطْفِها حَتّى غَدَتْ
ليَعودَ منْ عَيني لآلئَ أَهْرَقَتْ
أَوْ لَسْعَةَ لِلشِّعرِ بَيْنَ جَوارِحي
أَو كَوْكَباً في اللَّيْلِ يَنتَظِرُ اللُّقا
أَلْقى الضِّياءَ على مَدارِ جَبينِها
لُغَتي البِحارُ، مَراكِبٌ وَمُسافِرٌ
وَهُوِيَّةٌ أَعْتَزُّ فيها كُلَما
ما أَعْظَمَ الحَرْفَ الّذي سُكِبَتْ بِهِ
ما أَرْوَعَ الوَتَرَ الّذي عُزِفَتْ بِهِ
لُغَتي وَما أَحْلى مُعانَقَتي لَها!
لولاكِ يا أُمَّ المَعارِفِ ما اهْتَدتْ
بَخَلَ الزَّمانُ على الزَّمانِ لِيَبْتَلي
ما جادَتِ الفُصْحى بِوَصْفِ حَبيبِها
لَوَّنَتُ عصْفورَ الكَلامِ بِريشَتي
أَلْبَسْتُهُ حُزْنَ الشِّتاءِ رَمادَهُ
وَنَفَخْتُ شَعْرَ النّارِ بَرْقاً راعِداً
رَصّعْتُ أَجْواءَ الفَضاءِ بِدُرِّهِ
لُغَتي الكَريمَةُ لَوْ دَخَلْتَ لِدارِها
وَإخالُ أَنَّ البَحْرَ مِنْ فَيَضانِها
لُغَتي بِها سَيَّجْتُ أَمْكِنِةَ الدُّنى
وِالكَونُ مَأْسورٌ بِبَعْضِ حُروفِها
جنُّ الفَضاءِ تحُطُّ فَوْقَ جَناحِهِ
مِنْ قبلُ هذا الكَوْنُ لَمْ يَكُ فِكْرَةً
فارْعَ الكَواكِبَ في سَماءِ حَبيبَتي
انا اخشى على لغتنا العربية الجميلة المصدر :جنوبيات |