لماذا القتل والدمار، لماذا الفقد والحرمان، هل قدر الإنسان ان يعيش العذاب، أم أن الشيطان يلعب لعبته ليكفّر الناس ويجعلهم اكثر هشاشة، في الواقع اهل غزة هم اللذين يعيشون هذه التجربة بكل سلبياتها، وما زالوا ثابتون وراسخون لا يهزهم فواجع ولا تعذيب ولا حرمان، منهم نتعلم القوة والجمود والإيمان ، لكن السؤال الأكبر الى متى كل هذه الحروب وكل هذه المآسي والآلام والوجع والأنين؟  
تأتي الهدنة بين الحين والآخر لعلها تشحن همتهم لما هو آت ولما هو مستجد من أحداث، لكن هم اللذين يعيشون مرارة الأيام  لا أحد غيرهم، لا وبل لا ينعمون بالأمان والهدوء والسكينة، كما وأنهم يكابدون الحياة لإسترجاع ارضهم وحق العودة الى فلسطين المجروحة،وعلى الرغم من كل ذلك يتلخص موقف الأعداء بأنه  من يتوهم وقف الحرب قبل القضاء على حماس فإنه مفصول عن الواقع، في الحقيقة عن اي واقع يتكلمون عن واقع لا يدركون حقيقته وحقيقة الإرادة الجبارة للمقاومة الفلسطينية، لا يدركون اهداف الفلسطنيين وقناعاتهم  واصرارهم لمواجهة  كل هذه المصاعب.

نشاهد  الأطفال والآلام التي يعيشونها ونحاول ان نستوعب لما وقع بهم من مصائب لكن المشاهدة شيء وعيش التجربة شيء آخر، لعلهم أكثر قدرة على التأقلم على الوضع الجديد، نتساءل من يمدهم بالصبر والسلوان، في الحقيقة ان الخالق عز وجل يلهمهم الصبر ويقوّي عزيمتهم ويجعلهم اكثر تأقلما على الواقع الجديد الذي هم عليه، انه واقع أليم بكل ما للكلمة من معنى واقع غير متوقع بكل ما فيه من احداثيات ، يعيشونه ويتعايشونه بكل ما يعتريه من شوائب ومصائب، لا أحد يقف الى جانبهم ولم يلاقوا الدعم انما التخلي سيد الموقف، انهم وحدهم يواجهون التطورات ويعيشون الأحداث دون سند او داعم لهم ، انهم ابطال اقوياء ايمانهم هم ذخيرتهم للأيام المقبلة.
في الواقع يكثر الكلام ونحن من موقع المشاهدة على قوتهم الغالبة والتي تدفعنا الى اعتبار بأنهم الأبطال والأقوياء ، ومنهم نتعلم ومنهم نشحن طاقاتنا لندعو لهم بالصبر والجمود، ونتساءل من المسؤول عن كل هذا القتل والتهجير والحروب ؟ والى متى ؟  

http://Hibaa79@hotmail.com