كشف رئيس حكومة الإرهاب بنيامين نتنياهو عن خطة حزب الليكود المبنية على عدم الموافقة على وقف إطلاق النار واستمرار الحرب. وتقوم على: "عمل جار لإيجاد دول تريد استيعاب سكان غزة كلاجئين"!! وهذا يعني الإصرار على تهجيرهم من جنوب غزة، والاستمرار في سياسة التجويع والحصار ومنع دخول المساعدات الإنسانية والحاجات الطبية وإقامة المستشفيات الميدانية بهدف مضاعفة معاناة "اللاجئين الجدد" من الشمال الى الجنوب مؤقتاً في انتظار ترحيلهم الى الخارج!! والسيطرة على كامل قطاع غزة. وقد سجّل في هذا السياق أمران:
1 - مسارعة كندا المؤيدة لنتنياهو وحربه، الى إعلان "مبادرة" تقضي بالاستعداد لاستقبال من يهاجر اليها من فلسطينيي غزة ومنحه إقامة لمدة 3 سنوات!! ومع انتظام حياة الوافدين وترتيب أمورهم يصبح المؤقت دائماً وبالتالي قدمت كندا نفسها الدولة الأولى الموافقة على خطة حزب نتنياهو، مع استمرار الضغط على مصر والأردن في الجوار والتباحث مع عدد من الدول العربية الأخرى والغربية في أكثر من موقع وهم يقولون للغزيّين: "لا تحلموا بالعودة. ما كتب قد كتب وسينفذ. لا مكان لكم في غزة وقرارنا بالسيطرة على القطاع نهائي وهذا سيمتد لاحقاً الى الضفة". والرهان الاسرائيلي قائم على يأس الفلسطيني "اللاجئ الجديد" وعدم ترك أي خيار له، وأمام "التخلّي التام عنه" والجهوزية للانقضاض على بقايا "السلطة الفلسـطينية" و"حماس" و"الجهاد" والتركيز على إشعال عوامل الانقسام بينهم وتحميلهم مسؤولية نتائج الحرب وخصوصاً "حماس".
2 - والأمر الثاني الذي كشف عنه هو استعداد الجيش الاسرائيلي لاحتلال منطقة "محور فيلادلفيا" على حدود قطاع غزة مع مصر حيث طلب من الجنود المصريين الابتعاد عن الحدود مؤكداً أنه من اليوم وصاعداً لن يكون مسؤولاً عن سلامة القوات المصرية أثناء سعيه لاحتلال المنطقة لأن عملياته ستستمر سواء وافقت مصر أم عارضت!! وهذا ما أعلنه نتنياهو أمام اجتماع مغلق للجنة الخارجية والأمن في الكنيست وسرّبته هيئة البث الاسرائيلية!! والمحور يمتد لـ 14 كلم من البحر المتوسط طولاً شمال غزة حتى معبر "كرم بو سالم " جنوباً، وحسب اتفاق كمب ديفيد الموقّع بين مصر واسرائيل عام 1979 فهو يخضع لسيطرة وحراسة اسرائيل قبل أن تنسحب من قطاع غزة عام 2005 (فك الارتباط). لكن عندما عادت الى الاحتلال اليوم ستعود السيطرة لها!! وأعلنت هيئة البث أيضاً ان الحكومة "تخطط لبناء جدار تحت الأرض مضاد لأنفاق حماس بين قطاع غزة ومصر".
يعني بوضوح، وضع اليد الأمنية بالكامل وبشكل مباشر على قطاع غزة والإحاطة به من كل حدوده ومحاوره وتهجير الفلسطينيين منه آخذين بعين الاعتبار أن الحرب طويلة والضغط على "اللاجئين الجدد" سيشتد ولا أفق لعملية إعادة الإعمار في المدى المنظور ومسيرة الجلجلة التي يعيشها الفلسطينيون جوعاً وقهراً وظلماً وتشريداً وقتلاً جماعياً مستمرة ورهان الاسرائيليين على عدم قدرة من يبقى على قيد الحياة من ابناء غزة على التحمّل. "العالم الحر" على اطلاع تام على هذه الخطة. ولا أمل من تحسّسه بمخاطرها وهو الشريك في تغطية عمليات الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين منذ بداية الحرب. والعرب غير مؤثرين، وبعضهم موافق للأسف دون أن يدركوا جميعاً أنهم لن يكونوا في منأى عن نتائج المخطط الاسرائيلي الأصلي التاريخي ومتفرعاته التي تنفذ على مراحل!!
مهما فعلت اسرائيل ستبقى فلسطين فلسطينية وستبقى إرادة أهلها هي العنصر الحاسم.