لا يخفي رئيس مجلس النّوّاب نبيه برّي قلقه من تمادي العدو الإسرائيليّ باستهداف القرى الجنوبية الآمنة ومحاولته جرّ المقاومة إلى حرب مفتوحة في التّوقيت الّذي يراه مناسبًا لتعويض خسائره وفشله في غزّة.
فـ"إسرائيل" المهزومة في ٧ تشرين، والمأزومة بعده نتيجة فشلها في تحقيق أيّ من أهدافها العسكريّة في قطاع غزّة تعتقد بأنّها أمام فرصة تاريخيّة لإقحام الولايات المتّحدة الأميركيّة في حرب مباشرة مع المقاومة في لبنان، وبما أنّ الأميركيين يرفضون توسيع دائرة الحرب ويعملون على حصرها في قطاع غزّة، يحاول "نتنياهو" اليائس وأعضاء حكومته الموتورين استفزاز حزب الله لكي يُقدم على ردّ انفعاليّ يكون ذريعة لتوريط الجميع معهم وفق حساباتهم الشّخصيّة، وهذا ما لم ولن تعطيهم إيّاه المقاومة الّتي تسدّد الضّربات المؤلمة لجيشهم من دون أن تحيد عن القواعد الّتي رسمتها لنفسها.
وعن الموقف الأميركي يؤكّد الرّئيس برّي بأنّ الاميركيين يعارضون الحرب المفتوحة في لبنان ولم يعطوا لنتنياهو الغطاء الّذي يحتاجه، وعند سؤاله عن قدرة "إسرائيل" على خوض حرب كهذه مع لبنان يقول برّي: "اسرائيل ما فيها تقاتل على جبهتين، بدّا تورّط أميركا لتقاتل عنها"..
ويبدي رئيس المجلس فخره بالبطولات الّتي تسطّرها المقاومة الفلسطينيّة في غزّة، فيقول: "ما يحدث في غزّة شرف كبير جدًّا، فخلال ٨٥ يومًا قدّم المقاومون الفلسطينيّون ملاحم بطوليّة توازي بل تفوق كلّ ما تمّ تقديمه خلال ٧٥ عامًا من الصّراع، صحيح بأنّ "إسرائيل" قتلت ودمّرت وارتكبت جرائم حرب لكنّ ذلك ارتدّ عليها سلبًا في كلّ العالم وحتّى في أميركا، وهذه ليست إنجازات بل كوارث استراتيجيّة على مستقبل الكيان".
وعن أفق الحرب ونهايتها قال برّي: "القمر جميل، لكنّه يحتاج وقتًا ليكتمل ويصير بدرًا، وأنا أقول لك: بدر نصر غزّة سيكتمل رغم الألم والتّضحية والمعاناة".
وماذا عن زيارة "هوكستين" إلى لبنان؟
يقول الرئيس برّي: سمعت من السّفيرة الأمريكيّة بأنّه سيزور لبنان قريبًا.
وهل صحيح بأنّه سيطرح عليكم تسوية تقضي بترسيم الحدود البرّيّة مقابل رئاسة الجمهوريّة؟
ينتفض رئيس المجلس ويقول بلهجة حاسمة: "هذا كلام فارغ، نحن لا نبادل مترًا واحدًا من الجنوب بكلّ المناصب والمراكز في الدّولة، لا رئاسة جمهوريّة ولا غيرها، ولا أساس لهذا الكلام من الصّحّة".
ولكن، دولة الرّئيس، ألم يطرح مسألة التّرسيم البرّي سابقًا؟
"نعم، ونعيد البحث في المسألة بعد انتهاء الحرب ووقف اطلاق النّار، قلنا سابقا ونقول مجدّدًا: "يا ريت يطبقوا القرار ١٧٠١ ويبطلوا اعتداءات على سيادة لبنان".
أمّا في ملف رئاسة الجمهوريّة وما حكي عن مبادرة جديدة سيطلقها بعد انتهاء عطلة الأعياد يؤكّد الرّئيس برّي بأنّ المبادرة الّتي قدّمها لا يرفضها عاقل، ولكنّ المعارضة ضيّعت فرصة تاريخيّة كانت سانحة لإنهاء الشّغور الرّئاسي وإعادة انتظام عمل المؤسّسات، وليس لديّ عرضًا أفضل لأقدّمه"..