الاثنين 1 كانون الثاني 2024 12:57 م

2024: عام تغيير المسار في فلسطين والمنطقة


* جنوبيات

استقبل اللبنانييون والعرب والعالم بأسره عام 2024، على وقع عبارة: "نأمل أن تحمل هذه السنة الخير والفرح والاستقرار"، وهذا أمر بديهي يردّده الناس عاماً بعد عام، خاصة في هذه المنطقة من العالم، والتي قلّما عرفت الاستقرار منذ فجر الوجود المؤرّخ، ولعل أبرز ما يشغل الرأي العام العربي والعالمي هذه الأيام، هو مصير "المشهد الغزاوي"، الذي سيحدد الكثير من عناوين وتفاصيل وشكل المرحلة المقبلة.

بغض النظر عن التحليلات هنا وهناك، والقراءة حول ما ستؤول إليه المشهدية الفلسطينية برمتها، إلا أنّ هذا العام بات شكله واضحاً وجلياً لمَنْ يقرأ الأحداث التسلسلية منذ بدء الحدث المفصلي المتمثّل بـ"طوفان الأقصى"، وحتى لحظة كتابة هذا المقال، فالأسطورة التي لطالما تغنّى بها الصهاينة عن القدرة اللامحدودة والإمكانية الضخمة، والاستطاعة بفعل ما تشاء آلة الحرب لحظة تشاء قد كُسِرت، والصمود الملحمي الأسطوري هو الذي يتحدّث، فلا شيء يحدّد مصير الأمم المظلومة والمقهورة سوى لغة القوّة، وهذه اللغة جسّدها أبناء الشعب الفلسطيني، كما جسّدها اللبنانيون في الصمود والتضحيات في الجنوب.
وبالتالي المصير والمسار لا يمكن أن يحيدا عن تلك التضحيات الجسام، وهذا ليس ضرباً من ضروب الأدب أو الشعر أو الخطابة، بل هو حقيقة تاريخية أثبتت نفسها منذ بدء التاريخ، لذلك ثمة تغيير كبير سترسمه ملامح المشهد المتشكل في غزّة، على وقع الثبات والصبر الذي يمكن القول فيه "أعظم صبر في التاريخ".
قال أحد وزراء العدو في معرض توصيفه للمقاومين: "نحن نقاتل حيوانات بشرية"، وهذا الكلام البذيء لا يعكس بذاءة صاحبه فقط، بل يعكس الاعتراف الضمني بأنّ عام 2023 سيبقى في ذاكرة التاريخ عاماً فيه من "الأسود التي قاتلت باللحم الحي" وليست حيوانات بشرية، وأنّ عام 2024 سيثبت مَنْ كان من الحيوانات التي ذكرها الوزير البذيء قطّاً هارباً، ومَنْ كان أسداً يزأر في وجه الطاغوت.

المصدر :جنوبيات