الثلاثاء 2 كانون الثاني 2024 07:26 ص |
"حبس الحمار"! |
* جنوبيات يُروى في العصر الحديث أنّ اثنين من كبار السّنّ كانا جالسَين أمام أحد المحلّات ويضحكان بصوت عالٍ، فإذ بأحد الفضوليّين يسألهما: لماذا تضحكان بهذه الطريقة؟ فكان الجواب اللاذع: يا ابن الحلال لدينا خطّة ناجعة لحلّ أزمة البلد. فقال لهما: وما هي؟ فأجاباه: نحبس الشّعب كلّه، ونحبس معهم "الحمار". فاستغرب الرجل وسألهما: ولماذا تحبسان الحمار معهم؟! فعادا إلى الضحك مجدّدًا، ولكن هذه المرّة بصوت أعلى من قبل، وإذ بأحدهما يقول للآخر: ألم أقل لك إنّهم سيسألون عن الحمار، ولا أحد سيسأل عن الشّعب. إنّها مفارقة عجائبيّة! وكما قيل في الأمثال: سألوا عن حال الحمار، وتركوا السّؤال عن أحوال صاحب الدار. وفي زمننا العصيب، وما بين البكاء والنّحيب، والقول العجيب والفعل الغريب، نتلمّس الرائحة النتنة لتمايزها عن روائح الطّيب، إذ يظهر الأمر جليًّا أن لا أحد من حكّامنا "العظماء" يهتمّ لأمر الشّعب اللبنانيّ المسكين المتخم بالجراح، والسّاكت عن القول المباح، بانتظار عودة "غودو" الذي لن يعود ولن يُلام ما دام الشّعب ساكتًا عن النّطق والكلام. والسّاكت عن الحقّ شيطان أخرس! المصدر :جنوبيات |