لم يرعوِ نتنياهو بعد، ما زال يمارس لعبة "شلال الدم" التي أتقنها بشكل لا يمكن لعقل بشري أن يستقبل صورة الاجرام والذبح والتدمير الممنهج فيه، ولعل اغتيال نائب رئيس حركة "حماس" الشيخ صالح العاروري، هو استكمال لإطلاق آخر رصاصات الرحمة على كذبة الحلول والهُدن والاتفاقيات، فما حدث لن يمر مرور الكرام وفق مصدر سياسي تحدث إلى "جنوبيات".
وأكد المصدر أنّ الرد لا شك سيكون مُزلزلاً، سواء على الجبهة اللبنانية أو على الجبهة الفلسطينية، في إشارة واضحة وصريحة إلى عمق تأثير الخسارة التي حدثت، فالعاروري الذي وُلِدَ في قرية العارورة، الواقعة شمال غرب مدينة رام الله، والذي درس الشريعة في جامعة الخليل، وشارك في تأسيس "جناح القسّام"، يُعتبر أحد الركائز التي تتكئ عليها "حماس" في العمل التنظيمي والسياسي.
ويقول عصمت منصور، وهو من الذين عرفوا العاروري عن كثب، بأنّ الراحل كان شديد الذكاء والثقافة، ولديه عقل بعيد الأمد في الاستراتيجيا العسكرية والأمنية، وخرج من معتقله ذو ثقافة عالية جداً (تصريح من منصور إذاعة BBC).
الرد سيكون موازياً وقاسيا وفق المصدر، فلبنان وفلسطين والمنطقة عموماً اليوم، باتت في مشهد مختلف تماماً بعد عملية "طوفان الأقصى"، حيث إنّ القادم من الزمان قد يُدهشُ أكثر المتفائلين والمتشائمين على حدٍّ سواء، لناحية قوّة الردع والإمكانيات الكبيرة التي باتت تعد العُدّة لحرب قد تشكّل منعطفاً في مسار المنطقة والعالم.
فهل يتّسع شلال الدم؟ أم أنّ ثمة مساحة لإيقاف التهوّر المجنون والمتمادي الذي يجتاح عقل نتنياهو؟