جدد أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله خلال مراسم الاحتفال التأبيني للمعاون التنفيذي محمد حسن ياغي، لمناسبة مرور اسبوع على وفاته في حسينية مقام السيدة خولة في بعلبك العزاء بشهداء زوار ضريح قاسم سليماني في كرمان الايرانية.

تقدم الحضور رئيس الهيئة الشرعية للحزب الشيخ محمد يزبك، رئيس المجلس السياسي السيد إبراهيم أمين السيد، المعاون السياسي السيد حسين الموسوي، النواب: حسين الحاج حسن، علي المقداد، إبراهيم الموسوي، ينال صلح، رامي أبو حمدان وسليم عون، الوزير السابق الدكتور حمد حسن، رئيس قسم الإعلام في البقاع مالك محمد ياغي وأفراد عائلة الفقيد، رؤساء بلديات واتحادات بلدية، مخاتير، وفاعليات دينية وسياسية وعسكرية وأمنية واجتماعية.

البداية كانت مع تلاوة مباركة من القرآن الكريم للمقرىء علي شريف، وكلمة لعريف الحفل مدير مديرية العمل البلدي في البقاع الشيخ مهدي مصطفى، وتقرير مصور يحكي بعضا من مسيرة الراحل الحافلة بالعطاء والعمل.

واستهل نصر الله كلمته: أجدد التعزية لأهلنا في البقاع ولجمهور المقاومة ولعائلة الفقيد فرداً فرداً. نجدّد عزاءنا بالشهداء في كرمان والذين لن تذهب دماؤهم هدراً، نقدّم العزاء أيضاً باستشهاد القائد في الحشد الشعبي في العراق الشهيد “أبو تقوى”، ان بداية علاقتي مع الحاج أبو سليم كانت عام 1978 وهو كان منذ بدايته مجاهداً والملهم الأول له كان الامام موسى الصدر. نحن منذ 8 تشرين الأول دخلنا قي القتال مع العدو وعلى امتداد اكثر من 100 كلم وحتى اليوم خلال هذه المرحلة تم استهداف كل المواقع الحدودية وعدد كبير من المواقع الخلفية والمستعمرات الإسرائيلية. ونفذت المقاومة الإسلامية ما يزيد على 660 عملية خلال الأشهر، وفي بعض الأيام وصل عدد العمليات الى 23 عملية. لم يبق موقع حدودي إلا وتم استهدافه ولعدة مرات.

تابع: تم استهداف التجهيزات الأمنية الاستخبارية للاسرائيليين في كل المواقع وتقدر قيمتها بمئات ملايين الدولارات وتم تدميرها بالكامل. لقد تم تدمير عدد كبير من الدبابات والآليات في العمق وفي مدى رؤية المقاومة والضباط والجنود مختبئون.  ان من نتائج هذه المواجهة منذ ثلاثة أشهر قتل وجرح عدد كبير من جنود وضباط العدو ومنذ بداية المعركة يلاحظ بأن العدو مارس تكتما اعلاميا شديدا لا يعترف بعدد القتلى والجرحى.

وواصل: اذا قدر للعدو أن يهزم غزة فإن الدور سيأتي الى جنوب لبنان وهذه المعركة هي من أجل كل حبة تراب من جنوب لبنان. يجب على بيئتنا أن تتضامن في هذه المعركة وهي معركة جنوب لبنان ومعركة غزة وفلسطين والقدس.

تخفيف الضغط

أضاف “تم تحويل نحو ثلاثة آلاف جندي إسرائيلي الى المستشفيات وأصيبوا باعاقات وهناك حديث داخل العدو عن 12 ألف جندي أصيبوا بإعاقات. الإحصاء حتى الآن يشير الى ان هناك ما يزيد عن ألفي إصابة بين الجنود الإسرائيليين دخلوا الى المستشفيات من جبهة الشمال مع لبنان. كنا نستهداف اهدافاً عسكرية والضباط والجنود والآليات العسكرية واذا ضربنا بيوتا فاننا نكون نرد على استهداف المدنيين في لبنان. هناك تهجير وتعطيل للسياحة والصناعة والزراعة في شمال فلسطين المحتلة وهذا يشكل ضغطاً على حكومة العدو. قيمتنا في مسيرتنا ومنذ اليوم الأول كان هدف جبهة الجنوب الضغط على حكومة العدو واستنزافه جيشاً ومجتمعاً من اجل وقف العدوان على غزة. ان الهدف الثاني من فتح الجبهة هو تخفيف الضغط على المقاومة في غزة. في الجبهة اللبنانية عندما اضطر العدو نتيجة خشيته من الذهاب الى حرب شاملة أن يأتي بمائة ألف جندي الى الحدود بين فلسطين المحتلة ولبنان.

وأردف إلى أن ما يجري في الجبهة الجنوبية من تدمير لآليات العدو وقتل جنوده وضباطه وتهجير المستوطنات يشكل ضغطاً على حكومة العدو. فمنذ الـ 48 إسرائيل تهاجم الجنوب والقرى وترتكب المجازر وهذا تاريخ ودائماً كان أهل الجنوب هم الذين يهجرون، بينما الآن أهل المستعمرات هم الذين يهجرون.

وأشار: أقول للمستعمرين والمستوطنين ان خيارتهم بالحسم العسكري هي خيار خاطئ وانهم هم من سيدفع ثمن ذلك. وان الخيار العسكري لن يجلب للمستعمرين في شمال فلسطين المحتلة الا المزيد من الدمار والتهجير.

عملية الردع

وقال “اليوم هناك معركة وحرب حقيقية ومن النتائج المهمة لها هي تثبيت موازين الردع. في الماضي كانت عملية واحدة في الجنوب يرد عليها العدو بقصف بيروت، واليوم بعد 660 عملية ثبتت المقاومة عملية الردع. نحن أمام فرصة تاريخية للتحرير الكامل لأراضينا في الجنوب ونحن أمام فرصة تاريخية لمنع الإسرائيلي الخرق بحراً وجواً. ان الحوار لن يوصل الى نتيجة الا بعد وقف العدوان على غزة.

استشهاد العاروري

وأكد:  سقط لنا شهداء في سوريا في اكثر من مكان وأكثرهم من إخواننا في البقاع. كانت لدينا معادلة اننا نرد في لبنان على كل ضربة في سوريا. قتل صالح العاروري واخواننا في حماس لن يكون بلا رد وبلا عقاب والقرار بيد الميدان والميدان هو الذي سيرد وهو رد آت حتماً ولن نستطيع السكوت على خرق بهذا المستوى. ان حجم الخطر والتهديد التي تترتب عن السكوت عن هذا الخرق هي اكبر بكبير عن المخاطر التي ستترتب عن الرد على هذا الخرق.

الشأن العراقي

وتابع كلامه: ان الإدارة الأميركية قلقة من توسيع دائرة الحرب في المنطقة، وهي تواجه مأزقاً كبيراً في أوكرانيا، وهي أمام هزيمة استراتيجية كبيرة فيها. من يمكن أن يشكل ضغطاً على الاميركيين هو ما تقوم به المقاومة في العراق واليمن. الاميركيون تعرضوا للمقاومين في اكثر من منطقة وخصوصاً في سوريا والعراق، ومن بركات فتح الجبهة في العراق نصرة لغزة أن العراق الآن أمام فرصة للتخلص من الوجود الأميركي. داعش صنيعة أميركية وهم يتذرعون بها للبقاء في العراق. ان العراق لا يحتاج الى الاميركيين لقتال داعش لانه لديه الجيش والقوى الأمنية والحشد العشبي وشباب العراق. هذه معركة حقيقية سيخوضها الاخوة في العراق لتحرير بلدهم للمرة الثانية من الاحتلال الأميركي. لا تستطيع القوات الأميركية ان تبقى في شرق الفرات اذا رحلت عن العراق.

اليمن

اضاف: ان الأنظمة الساكتة والمتخاذلة بُغتت بما فعله اليمنيون في البحر الأحمر. موقف صنعاء دفع الكثير من الشرائح اليمنية إلى إعادة النظر في موقفها من أنصار الله. ان اليمن أصبح جزءاً من المعادلات الدولية وفضح الأميركيين بما فعله في البحر الأحمر. أقول للأميركيين انتم تواجهون ملايين من الشعب اليمين وعلى بايدن أن يعرف الى أين يذهب.