يُحكى في خوابي الزّمان أنّ صديقين كانا يمشيان في الصّحراء في رحلة استكشافيّة.
وأثناء الرّحلة تجادل الصّديقان حول مسألة معيّنة، وتحوّل الجدال إلى تعارك فضرب أحدهما الآخر بلكمة على وجهه.
تألّم "المضروب"، لكنّه لم ينطق بكلمة واحدة، وكتب على الرّمال بإصبعه:
"اليوم، أعزّ أصدقائي ضربني على وجهي".
استمرّ الصّديقان في مشيهما إلى أن وجدا واحة فقرّرا أن يأخذا قسطًا من الراحة.
وفجأة علقت قدم "المضروب" في الرّمال المتحرّكة، وبدأ يغرق فيها، لكنّ الصّديق "الضّارب" سارع إلى الإمساك بيد صديقه وأنقذه من موت محقّق. وبعدما نجا من الموت قام من فوره وكتب على صخرة (حافرًا):
"اليوم أعزّ أصدقائي أنقذ حياتي".
عندها سأله صديقه:
لماذا في المرّة الأولى عندما ضربتك كتبت على الرمال؟ والآن عندما أنقذتك كتبت على الصّخر؟
فأجاب الصّديق:
"عندما نتأذّى من أحد علينا أن نكتب ما فعله المؤذي على الرّمال، حيث رياح التّسامح يمكنها أن تمحو الأذيّة. ولكن عندما يصنع أحدهم معنا معروفًا، علينا أن نكتب ما فعله على الصّخر، حيث لا تقوى الرّياح على محوه".
وعليه،
تعلّموا أن تكتبوا آلامكم على الرّمال، وأن تنحتوا المعروف على الصّخر.
هذا على المستوى الشّخصيّ.
أمّا ما فعله فينا السّياسيّون في وطن العذاب فإنّه يُكتب بدماء الأبرياء على جدران الزّمان، والله شاهد على أفعالهم.
ونختم بقول الباري عزّ وجل في محكم تنزيله:
"وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون".
صدق الله العظيم.