الثلاثاء 9 كانون الثاني 2024 07:25 ص |
"إنهم كاذبون"! |
* جنوبيات
يُروى في سالف العصر والأوان أنّ هناك قرية تُدعى "فسقستان"، وقد اشتُهر أهلها بالكذب والفسوق والخسّة وشهادة الزّور.
ويُحكى أنّ امرأة تزوّجت من رجل من أهل هذه القرية بشكل سرّيّ، ولكن بالصّورة الشرعيّة أمام رجل دين معمَّم وشاهدين.
وما هي إلّا مدّة من الزّمن حتّى اختلف الزّوجان، فطرد الزّوج زوجته من المنزل بعد أن ضربها وأهانها. فذهبت الزّوجة إلى القاضي تشتكي زوجها، فقالت له:
لقد تزوّجني زواجًا شرعيًّا ويشهد على ذلك فلان وفلان.
فطلب القاضي حضور الزّوج والشّاهدين لسماعهم في مسألة الزّواج هذه. فأنكر الزّوج والشّاهدان معرفتهم بهذه المرأة، أو أنّهم رأوها سابقًا.
نظر القاضي إلى الشّاهدين بعمق، وإلى الزّوجة أيضًا فسألها:
هل عند زوجك كلاب؟
أجابت: نعم.
قال: هل تقبلين بشهادة الكلاب وحكمها؟
أجابت: نعم.
فقال القاضي: خذوها إلى منزل الزّوج فإن نبحت الكلاب عليها فهي تكذب، أمّا إن رحّبت بها فهي صاحبة الدّار.
ارتبك الشّاهدان واصفرّ وجههما.
عندها قال القاضي: خذوا الزّوج والشّاهدين واجلدوهم فإنّهم كاذبون.
وبملخّص القول الفصل وما هو بالهزل فإنّه لا عدل إلّا في الحسم والحزم.
"وبئس القرى التي كلابها أصدق من أهلها"!
المصدر :جنوبيات |