السبت 13 كانون الثاني 2024 08:20 ص |
د.عبد الرحمن حجازي.. المقاصدي .. الصيداوي رائد علم وفكر وثقافة .. باق في ذاكرة المدينة ووجدانها |
* المهندس يوسف النقيب في عالم يتسم بالتحديات والمسؤوليات الكثيرة، يتألق المهندس يوسف محمد النقيب كشخصية فذة، تحمل راية التميز والإلهام. حاز على ألقاب عديدة، لكن أبرزها تلك المرتبطة بمسيرته الحياتية والمهنية الرائعة. لم يقتصر تألق المهندس يوسف على حصوله على شهادة الهندسة الصناعية والتخطيط من جامعة كاليفورنيا (سان هوزي)، بل تجلى في نجاحه في مجالات متعددة. عمل بكفاءة كنائب رئيس شركة أوجيه تلكوم، وساهم بفاعلية في تأسيس وقيادة هيئة أوجيرو. لكن اللمسة الفريدة لمسيرته تظهر بوضوح في دوره البارز في تأسيس وإدارة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المملكة العربية السعودية. لم يكن إبداعه مقتصرًا على مجال الأعمال، بل امتد إلى تحقيق إنجازات كبيرة في ميادين إدارية داخل وخارج لبنان. في ساحة الخدمة الاجتماعية والعمل الخيري، برع يوسف النقيب بشكل لافت. كان رئيسًا لجمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في صيدا، وترك بصمة مشرقة كرئيس للنادي الأهلي في ميدا. تميز أيضًا بتوليه رئاسة هيئة الحاج اللبنانية، وكان عضوًا مؤسسًا في مؤسسة الحريري منذ بداياتها. يجسد المهندس يوسف النقيب الروح الريادية والعطاء الاجتماعي، وتظل إسهاماته وخدماته الإنسانية خالدة في ذاكرة المجتمع. وفي مقابلة مع الرئيس السابق لجمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في صيدا، الأستاذ المهندس يوسف النقيب، تحدث بكل صدق وتواضع عن الراحل الدكتور عبد الرحمن حجازي. و قال: برحيل الأستاذ الدكتور عبد الرحمن حجازي أفقد على المستوى الشخصي، أخاً عزيزاً وصديقاً صدوقاً وتفقد منارة المقاصد أحد مصابيحها الذي شعّ علماً وفكراً وتنويراً، وتفقد صيدا قامة إنسانية وإسلامية ووطنية ، تربوية وثقافية واجتماعية عريقة.. يغيب الدكتور عبد الرحمن حجازي، بعد مسيرة عطاء، امتدت لأكثر من أربعة عقود كانت حافلة بالجهد والتعب والزرع: - فقد زرع في عقول الأجيال أستاذاً ومربياً، وأينع زرعه وغرسه أجيالاً من المتعلمين والمثقفين ومبدعين تبوأوا لاحقاً كبرى المراكز. - وزرع في حقول الثقافة والكتابة في حب صيدا وسبر أغوار تاريخها والإضاءة على كنوز معالمها الإسلامية والتراثية، كاتباً ومؤلفاً وباحثاً ورائد معرفة غزير العطاء الأدبي والثقافي والتربوي، وكانت ثمار زرعه كتباً ومؤلفات وأبحاثاً في اللغة العربية وآدابها وفي التربية الإسلامية وفي تاريخ صيدا وتراثها، أصبحت مرجعاً لكل طالب وباحث ومهتم. - وزرع في حقول الخير والعمل الإنساني والأهلي، مبادراً لعمل الخير ومتطوعاً لمساعدة الآخرين ولكل ما فيه مصلحة المدينة ومجتمعها وأجيالها، وكان حصاد عمله سيرة طيبة وحضوراً واسهامات عديدة في كل مجالاته . لكن خير قطاف لهذا الزرع هو ما أجره عند ربه، كما يقول الحديث الشريف: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له . تعرفت عليه من خلال المقاصد في فترة تسلمي رئاسة الجمعية، حيث كان عضواً ناشطاً وفعالاً في هيئتها العامة – والتي كان سابقاً عضواً في مجلسها الإداري وفي لجنتها التربوية - وكانت بداية تواصل بيننا ، فالتقينا مرات عدة ، وكنا نتبادل أطراف الحديث، بكل المواضيع التي لها علاقة بصيدا والمقاصد، وكان يحرص على الإستماع مني لما نخطط له ونقوم به من برامج ومشاريع وانشطة للجمعية ولم يتأخر يوماً بإسداء النصح والمشورة في العديد من القضايا التي تهم الجمعية، واطلاعي على ما يصدر له من كتب في اللغة العربية والتربية الإسلامية، والتي حرصت لاحقاً على اعتماد بعضها كمواد تعليمية في مدارس المقاصد . وأذكر أنه جاءني مرة ليطلعني على كتابه "اسمع يا عثمان" الذي كان يخاطب فيه ولده وقرأناه سوياً وهو يحكي فيه قصصاً عن صيدا.. وشعرت حينها كم هو صيداوي القلب والهوى والشغف.. صحيح انه كان يتوجه في الكتاب الى ابنه لكنه كان يرمز لكل أب صيداوي وهو يحدث ابنه عن المدينة لترسخ في ذاكرته. كان قيمة كبيرة للمقاصد أميناً على رسالتها وفياً لمدينته عاشقاً لها، متمسكاً ونابضاً بالقيم الصيداوية الأصيلة، مؤمناً بالله تعالى ومتمسكاً وعاملاً بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف بما يجسده من اعتدالٍ ورحمة وعدالة اجتماعية .. الدكتور عبد الرحمن حجازي .. جمع في شخصيته وفي سيرته الإنسانية والمهنية والثقافية مزيجاً من مكارم الأخلاق ، بين الصدق والخُلق الراقي والنبل والتواضع وحب العطاء بأسمى معانيه، صاحب قلب كبير ومحب، ونفس كريمة محببة لكل من عرفها وعايشها. الدكتور عبد الرحمن حجازي .. رائد علم وفكر وثقافة وايمان .. ربما لم يعط حقه على صعيد المدينة لكنه كما وثّق حبه لها تربية وتعليماً لأجيال من المتعلمين وتاريخاً وتراثاً ، فإن صيدا كما المقاصد لن تنساه وسيبقى في ذاكرتها ووجدانها. معد المقابلة. د.مصطفى عبد الرحمن حجازي المصدر :جنوبيات |