الثلاثاء 16 كانون الثاني 2024 20:06 م |
طيور تحت مجهر الحماية والمراقبة لكن من يحمي "الحمى"؟ |
* جنوبيات أضيفت نحو 15 منطقة هامّة للطيور، إلى أكثر من 18 محميّة طبيعيّة معلنة بالقانون في لبنان بمباركة ورعاية من المنظّمة العالميّة للمحافظة على الطيور Bird Life International، وأضيفت كذلك نحو 29 منطقة حِمى للمحافظة على التراث الطبيعيّ. والحمى نظام تقليديّ لحماية منطقة معيّنة يشمل الاستخدام المستدام للموارد الطبيعيّة من جانب المجتمعات الأهليّة المحيطة بالحمى ولمصحلتها. إنّها طريقة تقليديّة للمحافظة على التنوّع البيولوجيّ، كما على الإرث الثقافيّ للمنطقة، لكيّ يتمّ استعماله وتجري إدارته بطريقة مستدامة على يد المجتمع الأهليّ المحلّيّ. وقد تمّ تصنيف الحمى رسميًّا كإحدى فئات المناطق المحميّة في لبنان، وكذلك أدخل في استراتيجيّة منظّمة بيردلايف إنترناشونال والاتّحاد الدوليّ لصون الطبيعة، واعتبر من بين أهمّ 20 إنجازًا عالميًّا في تاريخ الحفاظ على الطيور والموائل الطبيعيّة في العالم. من حمى إلى صيد جائر يقول البروفّسور في علم الطيور البرّيّة وبيئتها الدكتور غسّان جرادي في حديث إعلاميّ سابق: “جرت في حمى عنجر كفرزبد حماية النوع الوحيد من الطيور المهدّدة بخطر الانقراض في العالم وهو النعّار السوريّ، ومن أجل تنظيم الاستهلاك الرشيد للمياه الوافرة في هذه الحمى، ومن أجل منع الصيد في المناطق المهمّة للطيور فيها والسماح به بعيدًا عنها نسبيًّا، مع التشديد على أن يكون الصيّد مسؤولًا، أيّ متوافقًا مع قانون الصيد ومستدامًا، أيّ ألّا يؤدّي إلى تعريض أيّ نوع للتدهور والانقراض”. ويضيف: “إنّ التجربة الناجحة هذه أقنعت الاتّحاد العالميّ لصون الطبيعة في العام 2012 بتبنّي نظام الحمى، في المذكّرة 122، كنوع من الأنظمة التي تعتمد على الإدارة بواسطة المجتمع المحلّيّ من خلال مقاربة شاملة تقوم بتقوية المعرفة المحلّيّة والتقليديّة والثقافيّة والتراثيّة، بالإضافة إلى المحافظة على الموارد الطبيعيّة وتحسين مستوى المعيشة”. نتيجة للنجاح الذي تحقّق في حمى عنجر كفرزبد، تهافتت البلديّات طالبة تطبيق نظام الحمى على أراضيها. فكان إنشاء حمى عندقت والمنجز والمعبور الأبيض وشربين ورأس بعلبك والفاكهة وجبيل والعاقورة وروم وقيتولي وخربة قنافار وعين زبدة والقرعون وعين إبل، “أيّ ما يوازي عدد المحميّات الطبيعيّة المعلنة في لبنان، مع فارق أنّ المحميّات الطبيعيّة تتلقّى معونات ثابتة من الدولة، بينما الحمى تعيش على ما تنتجه أيدي المجتمع المحلّيّ”. لم يمرّ الوقت الكثير على كلام البروفّسور جرادي، ومع الانهيار الماليّ والاقتصاديّ منذ العام 2019، وتراجع موارد التمويل عند البلديّات وعند غيرها من الجمعيّات المشاركة في دعم هذه الحمى، لتأمين مبتغاها وحماية الطيور وغيرها من الحيوانات المتضرّرة من فقدان الرقابة والرعاية، انفلتت الأمور على مصراعيها وصارت الحمى بلا حماية.
وباتت “حمى عنجر كفرزبد لا حماية فيها، وعاد الصيد الجائر وماكينات الصيد العشوائيّة والمخالفات المتنوّعة، وباتت حماية الحمى منوطة بالبلديّة وقوّتها ومقدرتها على تطبيق القوانين والاستعانة بالقوى الأمنيّة لفرض هذه القوانين، هذا، إن حضرت هذه القوى” يقول رئيس جمعيّة حماية الطيور في لبنان فؤاد عيتاني. يشير رئيس “الجمعيّة اللبنانيّة للطيور المهاجرة” Lebanese Association for Migratory Birds الدكتور ميشال فهيم صوّان إلى أنّه اكتشف بالصدفة في الأوّل من تمّوز 2023 ذكر طائر الـ”جوشوك شمالي” Northern Goshawk، “باز شمالي” في محميّة حرج إهدن الطبيعيّة في لبنان. ويقول: “ما بدأ كرؤية نادرة تحوّل إلى اكتشاف مذهل؛ إنّها أنثى طائر الجوشوك الشماليّ تحرس عشًّا في إحدى أشجار الأرز، على الرغم من أنّ العشّ كان فارغًا، كانت علامات الاحتلال لا تدع مجالًا للشكّ”، مضيفًا: “في الرابع من تمّوز وجدت فرخ طائر الجوشوك بالقرب من المكان، مّا يشكّل أوّل سجلّ موثّق لتكاثر هذا النوع في لبنان”. واعتبر أنّ “هذا الاكتشاف الاستثنائيّ في محميّة حرج إهدن الطبيعيّة يشكّل حدثًا مفرحًا زمن الأحداث الحزينة”. ويؤكّد رئيس جمعيّة حماية الطيور في لبنان فؤاد عيتاني “أنّنا في كلّ سنة ثمّة مفاجآت جديدة لطيور مهاجرة أو عابرة تفرّخ في لبنان ويتمّ اكتشافها تباعًا. وهي تؤول إلى محميّاتنا وحمانا بسبب تغيّر المناخ واتّساع بقع انتشار الطيور ومساحاتها، ويبدو أنّها في خلال عبورها تكتشف أماكن لها ملائمة للتفريخ وهذا طبيعي”. وقد رصد عيتاني طائر باز شمالي وصوّره في محميّة إهدن.
يُعرف الباز الشماليّ بالباز الأوراسيّ (الاسم العلميّ: Accipiter gentilis) وهو طائر جارح متوسّط الحجم من فصيلة “البازيّة”. واسع الانتشار في الأجزاء الدافئة من أوراسيا ومعظم جمهراته مقيمة ومستقرّة طوال السنة، غير أنّ الطيور في المناطق الأكثر برودة تهاجر جنوبًا في فصل الشتاء. ويُؤْثر هذا الطير العيشَ في الغابات الصنوبريّة. تدأب جمعيّة حماية الطيور في لبنان من خلال صفحتها على “فايسبوك” على نشر إرشادات ومعلومات حول الطيور المهدّدة وموائلها وأماكن وأوقات تكاثرها أو عبورها، مصوّرة بعدسة عدد من أعضاء الجمعيّة، في طليعتهم رئيس الجمعيّة فؤاد عيتاني والمصوّر الفنّان سامر حلواني. يعتبر “البطّ الحمراويّ”، من الطيور المهاجرة غير الشائعة إلى المياه الداخليّة والسواحل والجزر في لبنان. كما ويعتبر زائرًا شتويًّا نادرًا بأعداد صغيرة نسبيًّا إلى الأراضي الرطبة الداخليّة. أمّا “الصرد المقنّع”، فهو مهاجر معروف ومفرّخ صيفيّ شائع إلى لبنان لا سيّما في الغابات المفتوحة والبساتين ذات الأشجار المتفرّقة وفي سهل البقاع. “البجع الأبيض”، مهاجر شائع ومنتظم إلى جميع أنحاء لبنان، بما في ذلك الساحل والبحر. لكن للأسف لا يزال البجع الأبيض ضحيّة الصيد الجائر. أمّا “قنبرة الصحراء المقرنة”، فهي طائر مقيم محلّيّ في المناطق شبه الصحراويّة في لبنان، مع وجود ملحوظ له كمفرّخ صيفيّ. تاريخيًّا، تمّ تسجيل وجودها في أثناء الهجرة مرّة واحدة في الخريف بالقرب من طريق شتورة- دمشق في 29 تشرين الأول 1985. وأخيرًا، في 14 تشرين الثاني (نوفمبر) 2023. وقد تمكّن فؤاد عيتاني وباسل محمود أبي جمعة من الحصول على تسجيل خريفيّ ثانٍ في منطقة بيروت الساحليّة، ما يعزّز سلوكها كمهاجر عابر. على الرغم من أنّها تعتبر مقيمة بشكل رئيس في المنطقة، إلّا أنّ بعض هذه الطيور تظهر أنماط هجرة جزئيّة، وغالبًا ما تنتقل إلى الجنوب عند حلول الشتاء.
طائر “القليعي المطوّق”، مهاجر ومشتٍّ شائع إلى لبنان. يتواجد في الحقول المشجّرة وفي الموائل الجبليّة وفي الأراضي المفتوحة وفي حمى ومستنقعات عمّيق. “الحدأة السوداء الجناح”، زُرَّق أو زُرَّق الشرق (Elanus caeruleus)، هي مهاجرة نادرة العبور في الصيف وزائرة شتويّة نادرة إلى لبنان. تعتبر حالة الحفاظ على هذه الطيور المعروفة بـ”الطائرات الورقيّة” ذات الأجنحة السوداء “أقلّ أهمّيّة” نظرًا لأعدادها المستقرّة نسبيًّا. ومع ذلك، فإنّ فقدان الموائل والصيد غير القانونيّ واستخدام المبيدات الحشريّة يمكن أن يؤثّر على سكّانها المحلّيّين. أمّا “غراب الليل أسود التاج”، فهو طائر مهاجر شائع وواسع الانتشار ويتكاثر في الصيف، في الأراضي الرطبة في لبنان. يتردّد على الأنهار والبحيرات والمستنقعات ذات الأشجار والنباتات الكثيفة. لا يعتبر هذا الطائر طريدة صيد وهو محميّ دوليًّا بحسب اتفاقيّة حماية الطيور المائيّة الأوراسيّة- الافريقيّة (AEWA).
“الدرسة سوداء الرأس”، مفرّخ صيفيّ ومهاجر شائع جدًّا وواسع الانتشار في مناطق لبنان الجبليّة وفي البقاع. “عقاب بونللي”، أصبح أكثر ندرة كمقيم مفرّخ في لبنان. مهاجر وزائر شتويّ نادر في المنحدرات الحرجيّة الجبليّة والسهول وممرّات الهجرة. “سمّنة الصخر الزرقاء”، عصفور مقيم شائع ومهاجر وزائر شتويّ غير شائع إلى لبنان. يتواجد عادة في المناطق الجبليّة الصخريّة ذات الغطاء النباتيّ المتناثر. “مرعة الماء”، طائر مفرّخ صيفيّ نادر في عمّيق، عنجر، والقاسميّة. شائع خلال الهجرة وفي الشتاء، بشكل رئيسيّ في المياه الداخليّة ومصبّات الأنهر. قليل منها يصيّف في لبنان. “البلشون الأرجوانيّ”، هو مهاجر شائع إلى لبنان. تمّ تسجيله أثناء الهجرة في جميع أنحاء البلاد في الأراضي الرطبة، بما في ذلك المناطق الساحليّة وجزر النخل. بعض أفراد البلشون الأرجوانيّ يصيّف في لبنان. “الذعرة البيضاء”، طائر مفرّخ صيفيّ نادر إلى المياه الداخليّة لسلسلة جبال لبنان وجزر النخل ووادي البقاع. أكثر شيوعًا عند الهجرة وفي الشتاء في معظم المناطق، خصوصًا في عمّيق والسواحل وجزر النخل. يعتبر عصفور “الزمير الورديّ”، مقيمًا مفرّخًا نادرًا جدًّا في لبنان. هو نوع من أنواع الطيور الصحراويّة الموجودة في سلسة لبنان الشرقيّة. خلال موسم التكاثر، يكون لدى الذكر منقار أحمر وذيل وصدر ورديّ. “الوروار الأوروبّيّ”، قد يكون مفرّخًا سابقًا في لبنان، وهو مهاجر شائع ومنتشر في غالبيّة المناطق اللبنانيّة. “قبّرة السماء اليورو آسيويّة” (مطوق زرعي)، شائع أثناء مرور الهجرة من بداية آذار/مارس إلى منتصف نيسان/أبريل، وبأعداد أكبر بين أوائل تشرين الأوّل/أكتوبر ونهاية تشرين الثاني/نوفمبر في معظم المناطق. يشتّي بأعداد قليلة في البقاع من كانون الأوّل/ديسّمبر إلى نهاية كانون الثاني/يناير. وهنالك بعض الأفراد تصيّف من دون تفريخ في أيّار/مايو وحزيران/يونيو. “الزرزور الورديّ” (السمرمر) هو مهاجر شحيح وزائر صيفيّ نادر إلى الأراضي المزروعة وسهوب لبنان. “قرقف بنديولين”، هو مفرّخ صيفيّ شحيح إلى لبنان. يسجّل كذلك في أثناء الهجرة وفي الشتاء في الأشجار وأحواض القصب بالقرب من الماء. العشّ عبارة عن جسم كرويّ معلّق مصنوع من موادّ نباتيّة وصوف وغالبًا ما يتمّ تعليقه من فروع طويلة رفيعة فوق الماء. “نسر غريفون”، هو مفرّخ سابق ومهاجر شحيح إلى لبنان. “الحوّام الشائع”، هو مهاجر شائع ومشتٍّ منتظم إلى لبنان. “أبو الحنّاء الأوروبّيّ”، مفرّخ صيفيّ ومهاجر غير شائع، وزائر شتويّ شائع إلى غابات وحدائق لبنان. “مرزة المستنقعات”، مفرّخ صيفيّ أحيانًا، مهاجر شائع وزائر شتويّ إلى لبنان. خلال الهجرة يمكن رؤيته في جميع أنحاء البلاد، على طول مسارات الطيران الرئيسيّة. يكثر مشاهدته في الأراضي الرطبة وفي المناطق الساحليّة. “عصفور الشوك”، مهاجر ومشتٍّ شائع الى لبنان.
“دخن”، قميحي أو درسة الشعير، مهاجر ومشتٍّ شائع الى لبنان.. طائر الشمس الفلسطينيّ، بدأ يعشّش في لبنان منذ نحو عشرين عامًا، بدأ في جنوب لبنان قادمًا من فلسطين، لكن اللافت كان توسّع رقعة انتشاره الجغرافيّ شمالًا، ما يعني أنّ هناك ظروفًا ملائمة لتكاثره وعيشه، وهو غنيّ للبيئة اللبنانيّة وصوت ذكره جميل وصدّاح. يعتمد نظامه الغذائيّ على الحشرات والرحيق، ويمكّنه منقاره الطويل والملتوي ولسانه الطويل من استخلاص الرحيق من داخل الزهور، ويقوم بالتغذّي رابضًا بجانب الزهور أو في خلال طيرانه بصورة يشبه فيها الطائر الطنّان، ويساهم بتلقيح الأزهار أيضًا. وطائر الشمس الفلسطيني يعرف كذلك بـ”تمير فلسطين”، هو الطائر الوطنيّ لدولة فلسطين. يتواجد في أقسام من الوطن العربيّ وأفريقيا.
يصل وزن الذكر إلى 7.6 غرامات ووزن الانثى 6.8 غرامات. لون منقاره أسود وطويل ومعقوف نحو الأسفل، لون ريش الذكر البالغ أسود داكن، ولكن قد يظهر لمعان أزرق أو أخضر على الريش عندما يتواجد في الضوء، أمّا لون ريش الإناث والصغار فهو بنّيّ رماديّ. “الهدهد الأوراسيّ”، مقيم مفرّخ شائع في غابات لبنان. تزداد عليه أعداد مهاجرة ومفرّخة صيفًا ومشتّيّة. الهدهد طائر لافت للنظر يبلغ طوله حوالي 30 سنتيمترًا، ولونه بنّيّ على الرأس والكتفين، وله عرف متوّج طويل ينتصب حين يكون الطائر في حالة حماس أو تأهّب، وذيل وأجنحة سوداء مقلّمة بالأبيض. يتغذّى الهدهد على الديدان واليرقات والحشرات اللافقاريّات الصغيرة الأخرى، عن طريق سبر الأرض بمنقاره الطويل المنحني، وبالتالي يساهم في تخفيف الأضرار التي تلحق بالمحاصيل الزراعيّة ويحسّن من جودتها. الهدهد ليس طريدة صيد وصيده يعاقب عليه القانون. المصدر :مناطق نت |