الأربعاء 17 كانون الثاني 2024 09:48 ص

أسفك الدماء، أصبح عادة؟


* جنوبيات

ننظر بعمق  ونفكر بتجرّد وبموضوعية هل الذي يجري هو قضاء وقدر أم هي من أفعال البشر ، هل القتل والتنكيل والإجرام هو مصير الشعب الفلسطيني، أم ان بشاعة الإنسان هي التي تقوده الى ما وصل إليه، لماذا لا يكون الواقع بخلاف ذلك؟  لماذا لا يكون الأمن والأمان هو حال هذا الشعب المعذب منذ زمن بعيد؟  بل السؤال من المذنب ؟ ومن هو المجرم الأول؟ أين الضمير؟ وأين محاسبة النفس على الأخطاء التي قد تقع بها؟ وبالتالي أين إصلاح النفس ومعالجتها العلاج النفسي الطبيعي الذي يقود الى حياة مستقرة دون الإحساس بالآلام والعذاب النفسي؟ أين المناط له حقيقة الأحداث اليومية التي تبكي القلوب قبل العيون؟
ان الإنسان هو حيوان ناطق،  فهل تصحّ هذه المقولة؟  ام يرقى الإنسان بعقله وبأفكاره فيتقدم على غيره من بني جنسه ،أم انه يهوي بشهواته الى مرتبة الحيوان ويمارس شهوة القتل والتعطش للدماء وسفكها وسحقها ؟ كيف يشعر بالفوقية وبحب الذات وبأنه يمارس حق من حقوقه وهو حق الوجود ، إذ لا يمكن رؤية ما يحدث في غزة أرض الأبطال دون التساؤل ، أين الضمير الإنساني ؟ أين هم الحكام العرب؟ في التطبيع؟ في تحقيق المصالح الدنيوية؟ أين هم من عذاب الله لتركهم ولعدم اعترافهم بوجود الفلسطينيين وحقهم في الأرض المستباحة كياناً ووجوداً وروحاً ؟ أيعقل إن تكوين الإنسان يسمح له بغض الطرف أو التجاهل ، أم أن سعي الإنسان لتحقيق المزيد من المكاسب على حساب إنسانيته هي التي تدفعه للتجاهل وعدم التحرك، كيف يمكن  لهم أن يتركوا ويتخلوا عن أخوانهم الفلسطينيين مع معرفتهم وإدراكهم بحقيقة  العذاب، ولا يحركون ساكناً كل ما يفعلونه هو المشاهدة والاكتفاء بذلك، ومشاهدة دون التأثر أو الشعور بالأسف والألم ، أين شهامة العرب ونخوتهم لما يحدث ، مئات بل آلاف القصص نشاهدها يومياً لا وبل اعتدنا على هذه القصص وأصبحنا في مرحلة التعتيم الإعلامي، اي أصبحت الصورة مألوفة ولم تعد بشيء من الاستغراب أو عنصر المفاجأة، هنا نقول أن غزة الأبية وغزة العصية على القهر والإذلال،  انها ارض الأحرار وأرض الشهداء اللذي رووا بدمائهم الأرض،  فهم اختاروا الشهادة والتضحية بأرواحهم التي افتدت هذا الواقع المرير، انهم اصحاب حق وقضية إذ لا أمل بالنجاة الا يإتحاد الإيدي وتشبيكها.
أخيرا يمكن القول ان الصورة اصبحت نمطية واصبح معها الإنسان مجرّد من انسانيته وانه يكتفي بإطلاق الأحكام والمواقف ، فالويل لمن استخف بقدرات اهل غزة وويل لمن استباح دماءهم ووجودهم ، فالنصر لهم والنصر لأصحاب الحق المستباح، فمواصلة الحرب ووقوع المزيد من الضحايا والأبرياء هي اعتراف في اجرام العرب قبل الغرب وهي رسالة وتوضيح بعجز الأمة العربية .

المصدر :جنوبيات